قرأت مقالا فى الأهرام للدكتور أحمد يوسف حول تجاربه المريرة مع بعض معامل التحاليل فى مصر، وقد دق فيه ناقوس الإنذار بقوة حول الخلل الذى اعترى بعض المعامل، والذى ينعكس بالضرورة سلبيا على صحة المريض، ومن واقع خبرتى الطويلة فى هذا المجال أؤكد أن هناك بالفعل أخطاء فادحة ترتكب فى بعض المعامل، ومنها للأسف معامل مشهورة، ومصدر الخطر ينبع من حقيقة أن كثيرا من الأمراض المهمة والخطيرة تعتمد فى علاجها أساسا على نتائج التحليل، ومنها على سبيل المثال مرض السكر وكل أمراض الغدد الصماء الأخرى مثل الغدة الدرقية والجار درقية والكظرية والمبيض والخصية وغيرها، ولنا أن نتصور علاجا يتم تعاطيه لإصلاح نقص الغدة الدرقية، فإذا به يزيد هذا النقصان نتيجة تحليل خاطئ مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة على حياة المريض وهناك مجال آخر قد يكون أشد خطورة، وهو تحليل الأنسجة «باثولوجيا» والذى قد يؤدى الخطأ فيه إلى استئصال عضو من الجسم بلا داع أو ترك الورم ينتشر فى جسد المريض على أساس أنه ورم حميد، وما يترتب عليه من آثار وخيمة على حياة المريض، وعلى الجانب الآخر نجد التكلفة المادية الفادحة التى يتكبدها المريض عند إجراء التحليل فى أكثر من معمل للوصول إلى الحقيقة وهو أمر يضاف إلى أعباء المرض ومن هنا أوجه النداءات التالية: أولا: إلى وزارة الصحة مطالبا بضرورة تكثيف الرقابة الجادة والمستمرة على جميع المعامل بلا استثناء فيما يخص النظافة العامة والاستعدادات البشرية والتقنية طبقا للمعايير الدولية المتفق عليها ومراجعة التراخيص، كما أطالب بتغليظ عقوبة الإهمال لتصل إلى إلغاء الترخيص ومحاكمة المتسببين بتهمة الاهمال الجسيم. ثانيا: إلى نقابة الأطباء مطالبا بمراجعة التراخيص دوريا وخاصة فيما يخص مؤهلات العاملين بالمعمل وخبراتهم وتحديد المسئوليات مع تجديد مستمر للرخصة يعتمد على كفاءة المعمل والعاملين فيه. ثالثا: إلى الزملاء الأطباء بضرورة الالتزام بالكشف الطبى الدقيق والذى كان فى سابق الأيام كافيا لتشخيص المرض بغير الحاجة إلى تحاليل، وكذلك أطالبهم بالوقوف مع المريض لإعادة التحليل على حساب المعمل فى حالة وجود شك فى النتائج، والى الزملاء أطباء التحاليل بضرورة مواكبة التقدم العلمى المذهل فى هذا المجال، وإشراك مساعديهم فى دورات تدريبية دورية بمعرفة النقابة. رابعا: إلى المريض بعدم الالتفات إلى الاسم والشهرة، ولكن الاعتماد على اقتراح الطبيب الذى يتحمل هذه المسئولية، أو الاعتماد على خبرات سابقة جيدة، كما أطالبه بعدم التنازل عن حقه إذا ثبت الإهمال. إن صحة الإنسان هى أغلى مايملك ونحن المسئولين عنها يجب أن نراعى الله فى عملنا ونراعى ضمائرنا فى تعاملنا مع كل من ابتلاه الله بالمرض والذى لا يعلم الا الله من سيصاب به فى قادم الأيام. د صلاح الغزالى حرب