تتصاعد سحب الدخان والحرب فوق سماء غزة مع زيادة حدة التصعيد التى أعقبت إطلاق صاروخ من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل وقيام الحكومة الإسرائيلية بحشد قواتها وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع القطاع, وهو الأمر الذى ينذر بوقوع مواجهات عسكرية جديدة ويعيد أجواء حرب 2014, وما يزيد من تفاقم الأوضاع أن الاعتبارات الانتخابية الإسرائيلية والمزايدات الداخلية قد تدفع حكومة نيتانياهو إلى توجيه ضربات عسكرية مؤلمة ضد القطاع أو شن حرب شاملة عليه. وبالطبع، فإن انفلات الأمور وزيادة التصعيد ستؤدى إلى تداعيات سلبية خطيرة على قطاع غزة خاصة فيما يتعلق بتعميق حدة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التى يعانيها سكان القطاع منذ سنوات، ولا يتحمل هؤلاء نشوب حرب أو مواجهات عسكرية جديدة تفاقم من معاناتهم ويدفعون ثمن سلوكيات وممارسات حركات سياسية وعسكرية فى القطاع لا تحرص على مصلحة الشعب الفلسطينى بل تقوده إلى مغامرات مجهولة لا تدرك عواقبها. الأوضاع فى المنطقة لا تحتمل حربا جديدة ستطال تداعياتها الجميع, ومن الحكمة عدم الانجرار إلى التصعيد والمواجهة والعمل على احتواء الأمور عبر الحوار والتفاهم والتدخل لمنع نشوب حرب جديدة ستكون أكثر دمارا ولايمكن السيطرة عليها أو إنهاؤها إذا اندلعت. إن تكرار سيناريو التوتر بين غزة وإسرائيل إنما هو عرض لمرض أساسى يتمثل فى غياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقا للمرجعيات الدولية من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود 1967 وفق حل الدولتين، ذات سلطة واحدة على كل الأراضى الفلسطينية، بالإضافة إلى استمرار حالة الانقسام الفلسطيني، وتعثر تحقيق المصالحة الوطنية. ولذلك، فبدون تحقيق السلام الشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.، وإنهاء الانقسام الفلسطينى ستظل دوامة العنف والتوتر مستعرة فى المنطقة, وسيظل الشعب الفلسطينى هو الذى يدفع ثمن استمرار الاحتلال وسياسة الحصار والعدوان، وكذلك الانقسام بين الضفة وغزة, وستدخل المنطقة فى موجة عنف جديدة، خاصة أن نذر الحرب الآن تتجمع فى الأفق. لمزيد من مقالات رأي