نيتانياهو هو المستفيد الأول من قرار ترامب فى هذا التوقيت بتأييد انتهاك إسرائيل القانون الدولى بضم هضبة الجولان السورية المحتلة منذ 1967، لأنه سوف يُجيد الاستفادة من هذا القرار فى محاولته للفوز بانتخابات الكنيست القريبة فى 9 إبريل المقبل، خاصة بعد أن توحَّد منافسوه فى جبهة بغرض إسقاطه، ولكنه صار بقرار ترامب فى وضع أفضل أمام ناخبيه فى سعيه لإقناعهم بقدرته على تحقيق أطماعهم فى الأراضى المحتلة، فى نقلة كبرى لخطوته غير المسبوقة فى إبريل 2016 بعقد أول اجتماع لمجلس الوزراء فى الجولان المحتل، الذى كان إعلانا منه للعالم أن الانسحاب من الجولان غير وارد على الإطلاق، وقد لاقت هذه الخطوة آنذاك، ولا تزال، استحسان المتطرفين الإسرائيليين الذين يريدون تطوير قرار إسرائيل بضم الجولان عام 1981. ثم قام نيتانياهو بتشكيل جبهة من أعضاء فاعلين فى الكونجرس الأمريكى ليضغطوا بدورهم على إدارة ترامب، ثم استغلاله احتياج ترامب شخصياً لمساندة اللوبى اليهودى القوى فى أمريكا فى مواجهة خصومه الألداء الكثيرين فى الداخل، ولدعمه فى الحملة الرئاسية فى سعيه لكسب ولاية ثانية..إلخ على الناحية الأخري، فإن الخسائر تتوالي، كما أن أصوات المعترضين تعلو ضد قرار ترامب الأخير، فإضافة إلى تهديد حق سوريا فى استرداد أرضها المحتلة منذ 1967، كانت الاعتراضات الفورية من حلفاء أمريكا التقليديين فى أوروبا الذين رفضوا قراره، وحاولوا تذكيره، أو تنبيهه، إلى أن القرار يدمر أقوى حجة استخدموها معاً ضد روسيا عندما ضمَّت شبه جزيرة القرم عام 2014 بعد أن كانت تابعة لأوكرانيا، بل إن أمريكا وحلفاءها، آنذاك وحتى الآن، لم يعترفوا بموافقة سكان القرم فى استفتاء على الضم إلى روسيا، وفرضوا عقوبات على روسيا لهذا السبب لا تزال سارية، وقال كثير من الرافضين إن هضبة الجولان بالذات، وبناء على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، هى أرض سورية محتلة، وقد شاركت أمريكا ووافقت على هذه القرارات المتوالية منذ بدء الاحتلال الإسرائيلى لها، كما أن الرؤساء الأمريكيين المتوالين احترموا هذه القرارات..إلخ. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب