أبهرنا شعب نيوزيلندا العظيم، وأثلج صدورنا، وخفف عنا الصدمة بهذا الفيض من التعاطف والتضامن مع أهالى ضحايا مسجد النور فى كرايست تشيرش خاصة والمسلمين عامة، ولا غرابة فى ذلك، فقد واجهت رئيسة الوزراء «جاسيندا أرديرن» ذلك الموقف العصيب بكل شجاعة، فلم تتردد فى وصف القاتل بالإرهابى لأول مرة فى دولة غربية على من يرتكب جريمة القتل الجماعى وهو غير مسلم، فهو ليس مختلا عقليا كالعادة، بل خطط ودبر ونفذ جريمته الإرهابية.. لقد أظهرت هذه السيدة حنانا غير مسبوق فى بلادها بتضامنها مع الضحايا وأهلهم بحجابها واحتضانها بحرارة أحد أقرباء الضحايا، وحضورها صلاة الجمعة فى أحد المسجدين اللذين شهدا تلك الجريمة.. إنها بحق امرأة بألف رجل، فلقد جاءت قراراتها سريعة بإعادة النظر فى قوانين بيع السلاح فى بلدها، فى الوقت الذى يرفض فيه رئيس أقوى دولة فى العالم مثل هذه القوانين بحجة دستوريتها، رغم أن ضحاياها بالآلاف من المواطنين الأمريكيين، بل أكثرهم أطفال، ورغم مئات المظاهرات المطالبة بتغيير هذه القوانين لأن السبب هو دعم مصانع السلاح، فعنده «السلاح قبل الإنسان».. وقد اتضح أيضا عندما تعاطف هذا الرئيس مع نيوزيلندا ولم يتعاطف مع المسلمين، بل إنه يدعم كره الإسلام وأهله، ولم يدن هذا الإرهابى أو دينه أو فكره.. إنها الكراهية والعنصرية البغيضة التى أوقعت العالم فى حربين عالميتين كان ضحاياهما بالملايين ولكنه لم يتعظ؟!.. إن هذا الرفض المدوى للكراهية والتضامن من شعب وحكومة نيوزيلندا لصفعة قوية لأولئك العنصريين، فللشعب النيويلندى وجاسيندا أرديرن (الاسم الذى دخل التاريخ) الشكر والتحية والتقدير العظيم من كل مسلم على هذه الأرض، وشتان بين موقف ترامب، وموقف هذه السيدة العظيمة بكل المقاييس. م. عبد المنعم الليثى