فى ليال كثيرة أواجه اختبارعذاب الأرق والليل، أوتناول قرص منوم له أضراره، لكننى أختار القرص الذى يقصف عمر الليل وهو يباع فى الصيدليات. وقد سمعت أنه إذا فاجأتنى حملة تحليل لاكتشاف المدمنين وأجرت لى تحليلا فسوف تكتشف نتيجة إيجابية تقول إننى مدمن خطير يستحق إنهاء عمله! لا أقول ذلك من باب معارضة حملة تطهير المجتمع من المتعاطين للمخدرات لحماية هذا المجتمع من أضرار العاملين المتعاطين، خصوصا إذا كان عملهم يضعهم فى المسئولية عن تلاميذ المدارس أو ركاب القطارات الذين يقودون أتوبيساتهم وقطاراتهم، فحماية المجتمع تعلو على مصلحة الفرد وفى الوقت نفسه ففى الحملة هدف إصلاحى للمتعاطين أنفسهم، يهدف إلى تخلصهم من هذا المخدر الذى يستولى عليهم بما يحقق مصلحتهم الصحية والمادية وزيادة الإنتاج. لكن ماشغلنى هو كيف لا يجد من يتناول منوما لينام أو قرص ميلاتونين ويصحو مستعدا للعمل، نفس نتيجة من يتناول مخدرا ليتوه عن العالم أو يتحول إلى آلة تتحمل إرهاق العمل بلا إحساس، أوكيف كما سمعت من أحد المتخصصين أن من يجاور شخصا يتعاطى الحشيش ينتقل إليه آثار الحشيش ويظهر بصورة إيجابية فى أى تحليل يجرى له؟ هذه الأمور وغيرها تحتاج إلى جهد مطلوب لتوضيح وشرح وتوعية المواطنين وإصدار وزارة الصحة بيانات واضحة تصل إلى المواطنين عبر مختلف وسائل الإعلام والمساجد والكنائس ودور التعليم، لأن جوهر رسالة مطاردة المتعاطين والمدمنين ليس العقاب وإنهاء عمل المتعاطين، وإنما دور المجتمع فى مواجهة هذه الآفة وحماية المتعاطى منها وأسرته من العقوبة التى تصيب عائلها وليس صحيحا أننا نعيش فى دولة مدمنين فالذين لا يتعاطون أضعاف عدد الذين انحرفوا إلى الإدمان وعلينا تنميتهم، وفى الوقت نفسه فرز الأقلية المتعاطية، وزيادة الخطط الأمنية لمحاربة المخدرات من منبعها، وتغيير نظرة مؤلفى المسلسلات والأفلام الذين ينمون فى المشاهدين صور البطولات الزائفة عن المهربين حتى وإن انتهى الفيلم إلى صوت عربة الشرطة! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر