عانت مدينة بورسعيد ويلات الزحام والتكدس خلال العقود الأربعة الأخيرة عقب تحويلها الى مدينة حرة فى يناير 1976 فقد أتاح قانون المدينة الحرة الفرصة لمواطنى المدينة اقتناء سيارة خاصة دون سداد نصف الرسوم والجمارك المقررة وساهم ذلك فى تعقيد الأوضاع المرورية بالمدينة التى لا تزيد مساحتها على 5 كيلومترات طولا وعرضا والتى لم يتعد عدد السيارات الخاصة المرخص لها قبل بدء نظام المدينة الحرة عشرات السيارات. يقول حسن جاد مدرس إن بورسعيد كانت وحتى العودة من التهجير عام 1974 مدينه هادئة تماما لا تعرف التكدس ولا الزحام لقلة السكان والسيارات،ومع بدء المنطقة الحرة انقلبت الأوضاع وأصبحت تنافس القاهرة فى الازدحام وبات التنقل داخل المدينة يحتاج لأكثر من نصف ساعة فى مسافة لا تستغرق 10 دقائق سيرا على الاقدام وقت الذروة . يقول أحمد السيد موظف ان الوضع تدهورمع إغلاق إشغالات الباعة لجميع الشوارع فى المنطقة التجارية (قلب المدينة) والتى تضم الأسواق الرئيسية (التجارى والحميدى والشرقية) وشوارع الثلاثينى ومحمد على والأمين و100 المحيطة بتلك المنطقة شبه المغلقة أمام مرور السيارات. وزاد الوضع سوءا مع تضاعف أعداد سيارات الأجرة المرخص لها والتى وصل عددها إلى 150 ألف مركبه تقريبا تتحرك ببطء شديد داخل الشوارع. وخلال تفقد الوضع، نجد ان المعاناة امتدت لبعض المناطق داخل المدينة ومنها المنطقة المحيطة بالمصانع الواقعة داخل الكردون السكنى لحى الضواحى والتى تستقبل يوميا المركبات الناقلة لأكثر من 20 الف عامل وافد من المحافظات المجاورة ومن بينها الدقهلية ودمياط والشرقية والإسماعيلية، ومراسى معديات بور فؤاد الرئيسية على ضفتى القناة، ومنطقة سوق السمك الجديد بالقنال الداخلى. ويشير المهندس كامل أبو زهرة السكرتير العام للمحافظة السابق الى العديد من المحاولات لحل أزمات الزحام خلال السنوات الأخيرة ومن بينها توسعة الشوارع والمحاور المرورية الرئيسية باقتطاع أجزاء كبيرة من الأرصفة الجانبية، والإطاحة بالإشغالات عبر الحملات الدورية للأحياء وشرطة المرافق، وإلزام مركبات النقل الجماعى بالانتظار لتحميل العمال الوافدين داخل أسوار المنطقة الحرة العامة تفاديا للفوضى،موضحا أن الأزمة الحالية ستجد انفراجة قريبا مع انتهاء أعمال الرصف الشامل للشوارع عقب مد شبكات التحول الرقمى وبقية المرافق الأساسية. ومن جانبه، أكد العميد محمد بصلة قائد مرور بورسعيد أن الأزمة طارئة مرتبطة بأعمال الحفر لمشروعات الإحلال والتجديد للشبكات المختلفة للمرافق،مشيرا لعودة الأوضاع المرورية لما كانت عليه عقب انتهاء أعمال الرصف،وان الإدارة ضاعفت خدماتها لمواجهة الوضع الحالى المؤقت وواصلت مساعيها مع قيادات المحافظة لتطوير وتوسعة المحاور الرئيسية لاستيعاب الأعداد المتزايدة للسيارات،وأن بورسعيد مازالت الأفضل فى هندسة المرور والسيولة المرورية وانتظام حركة المركبات والمشاة بين عواصمالمحافظات.