فجع العالم الجمعة الماضية ب جريمة إرهابية ضحيتها 51 شهيدا من المصلين داخل مسجدين في هذا البلد الصغير نيوزيلندا، عندما فتح الإرهابي سلاحه وهم يعبدون الله وداخل بيت من بيوت المولي سبحانه وتعالي. خطط المجرم المحترف لجريمته النكراء، وتلقي تدريبا احترافيا علي حمل السلاح والرماية، وجهز أسلحته القاتلة لكي يقتل مسلمين أبرياء خرجوا من بيوتهم ليؤدوا ما فرضه الله عليهم، نحتسبهم من الشهداء، هذه الجريمة الإرهابية تذكرنا بأكثر من 300 شهيد اغتالهم الإرهاب الأسود في مسجد الروضة ببئر العبد قبل عامين والعشرات من الشهداء المصلين في ثلاث كنائس بالقاهرة وطنطا والإسكندرية، ممن استهدفتهم جماعات الإرهاب الإخوانية، كل هذه الجماعات التي تقتل الأبرياء سواء الإخوان وداعش واليمين المتطرف، جميعهم إرهابيون، وكل الأديان السماوية بريئة من الصاق القتلة بالأديان التي تحرم القتل وتدعو للتسامح والسلام والمحبة. جرائم الكراهية والعنصرية تماثل الجرائم الإرهابية، ويجب علي العالم أن ينتبه لهذا التطور والتصعيد لتلك النوعية من الجرائم التي ربما ستزداد هنا وهناك، لأن العالم به الكثير من تلك الجماعات اليمينية الإرهابية علي غرار الإرهابيين من الإخوان وداعش، فالشهداء في مسجدي مدينة كرايست تشيرش هم من المسلمين، والسفاح الإرهابي الذي قتلهم لديه اعتقاد خاطئ بتفوق الجنس الأبيض وذكر هذا في البيان المطول من 73 صفحة علي حسابه الخاص، وطريقته في تنفيذ الجريمة وتصويرها ونقلها علي الهواء، يطبق ما نفذته عناصر تنظيم داعش الإرهابي مع بداية ظهورها قبل 6 سنوات. هؤلاء الذين يقتلون الناس لا مكان لهم في العالم الذي يبحث عن حوار الأديان والعيش في سلام واحترام الآخر. واستغل حاكم تركيا أردوغان وبعيدا عن الأخلاق وتعاليم الإسلام، جريمة المسجدين في الدعاية الانتخابية وظل يعرض اللقطات المصورة لاغتيال الشهداء في كرايست تشيرش، ولم يراع أردوغان مشاعر أسر الشهداء، وهو أمر لا يهتم به، فهو يبحث عن قضية يستفيد منها لتحقيق فوز وهمي في انتخابات البلديات، وأرسل أردوغان في أحاديثه تهديدات واضحة للدول الأوروبية وذكرهم بما فعلته الدولة العثمانية في معاركها المختلفة وإعادة الأوروبيين في نعوش، ومثل هذا التهديد المباشر هو رسائل مباشرة تتلقفها الجماعات الإرهابية لتشن عمليات إرهابية ضد الدول الأوروبية داخلها واستهداف رعاياها حول العالم، وسوف يكون لخطابات أردوغان العنصرية والمحرضة استجابة من الارهابيين وخلاياهم المنتشرة في مختلف الدول، وما حدث في مدينة أوتريخت الهولندية الاثنين الماضي من هجوم ارهابي علي ركاب القطار الكهربائي نفذه إرهابي تركي، ربما يكون مرتبطا مباشرة بخطابات أردوغان المحرضة علي قتل الأوروبيين، وحتي إن لم يكن هناك علاقة مباشرة، فإنه يفتح الباب أمام تنفيذ الأعمال الإرهابية، وسار الكثير من ميليشيا أردوغان خلف تحريضه وشنوا حملات اعلامية غير مسبوقة ضد الدول الغربية حملت جميعها التحريض علي الإرهاب، وتحولت تركيا اليوم إلي مصدر قلق وخوف ومنبع تحريك الخلايا الإرهابية، ومن غير المستبعد أن نجد سلسلة من العمليات تنفذ ضد رعايا الدول الغربية سواء داخل بلادها أو خارجها، وأحسب أن ذلك سيحدث بالفعل، لأن النظام التركي يتحكم في تدبير وتحريك الجماعات الإرهابية من الإخوان وداعش والقاعدة فقياداتهم يحظون بالرعاية والدعم والضيافة علي الأراضي التركية. ويتطلب هذا من دول العالم أن تردع بلطجي إسطنبول بمحاصرته ومقاطعته بدلا من دعمه وتركه يبث سمومه ويحرك الميليشيا لتنفيذ أهوائه، وجب تطبيق العقوبات الرادعة ضد أردوغان والتعامل معه كقائد عصابة وليس حاكم دولة. طيلة السنوات الماضية تعرضت الجاليات العربية والإسلامية لحملات كراهية من اليمين الإرهابي والمتطرف، ولم تكن هناك تحركات ومواجهات علي قدر هذه الحملات، ومع كل عملية إرهابية تقع نجد الأبواق الغربية وبعض المسئولين في هذه الدول يربطون بين أي جريمة ووصفها ب «الإرهاب الإسلامي» ، وهي محاولات خبيثة ومرفوضة لأن هدفها تشويه صورة الدين الحنيف. رغم انتماء المنفذين للإسلام، لكنهم بعيدون عن تعاليمه، وهم ينفذون جرائمهم لخدمة جماعاتهم الإرهابية فقط وليس دفاعا عن الدين، وينطبق ذلك علي الإرهابي مرتكب جريمة المسجدين في نيوزيلندا فهو يخدم مصالحه ولا علاقة له بالمسيحية، حان وقت تطهير العالم من المتعصبين والكارهين والإرهابيين وكل من يحرض علي القتل بدعمه ماليا وإعلاميا وسياسيا، لتعيش المجتمعات في سلام. لمزيد من مقالات أحمد موسى