لم يشعر الأبناء ولا الجيران بمفاجأة لحصولها على المركز الثالث بمسابقة الأم المثالية على مستوى الجمهورية والأولى على مستوى محافظة الدقهلية، فهى أم من ذهب علمت الأجيال معنى العطاء وعزة النفس والتضحية . الحاجة وفاء سيد أحمد محمد عمرها 82 عاما قضت أغلبها فى العمل من أجل سعادة الآخرين، منذ وعت ووجدت نفسها الابنة الكبرى لوالديها على 7 أخوة فاكتفت بالشهادة الابتدائية ورفضت الزواج حتى تستطيع مساعدة أمها وأبيها. تزوجت «وفاء» فى سن متأخرة من رجل أرمل يعول 4 أبناء، أكبرهم 11 عاما توفيت زوجته الأولى فى أثناء ولادة ابنتها الصغرى فكانت لهم نعم الأم، حتى رزقها الله بابنتها الكبرى وبعدها بثلاث سنوات رزقت بالابن الثاني، وفكرت فى مشروع صغير لكى تزيد من دخل الأسرة فقامت بصناعة الطباشير بقوالب يدوية بجانب رعايتها للأبناء. توسع المشروع واستعانت بعدد من نساء القرية الفقراء والأرامل لتساعدهم على الكسب والرزق. توسعت وفاء فى مشروعها بزيادة العمالة النسائية لتساعد أسرتها فى تلبية احتياجاتهم، وكانت ترسل لأبناء زوجها جميع احتياجاتهم من مال وطعام، فكان هناك ترابط بين جميع الأبناء بالرغم من وفاة الأب . تخرجت الابنة الكبرى وحصلت على بكالوريوس طب بشرى وأصبحت تقتدى بأمها فى المشاركة المجتمعية فأصبحت عضوا فى جمعية خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، بينما تخرج الابن الثانى فى كلية الشرطة وحصل على دكتوراة فى العلوم الشرطية وتزوج .