أسلط الضوء على هذه الرسالة لأنها تتناول موضوعا مقلقا بالفعل، فقد أرسل لى الأستاذ سمير عبدالقادر المحامى من بورسعيد ما نصه: (تحية طيبة وبعد.. تناولتم الجانب السلبى فى منظومة كرة القدم المصرية من لاعبين وحكام ولم تذكروا المعلقين على المباريات، وقد صُدمت أثناء متابعتى مباراة الأهلى وإنبى عندما أقحم المعلق محمد عفيفى اسم لاعب الأهلى السابق أبو تريكة والمحكوم عليه فى القضاء المصرى بأنه مول كيانا إرهابيا وهو جماعة الإخوان، وراح يصف أبو تريكة بأنه خالد الذكر فهل استمع رئيس قناة النيل للرياضة التابعة للدولة لذلك وما هو تصرفه إزاء هذا اللون من التجاوز).. وفى الحقيقة إننى تناولت فى هذا العمود ملف المعلقين على مباريات الكرة فى أكثر من مناسبة، ولكن ما ذكره سمير عبدالقادر فى رسالته يستحق وقفة، وأرجو ألا يرفع أحد فى وجهى اللافتة التقليدية (إن الرياضة شيء والسياسة شيء آخر) إذ إن فكر التجزئة والبيع بالقطاعى يجب ألا يسود نظرتنا لمثل تلك المسائل، فحين نتكلم عن أبو تريكة فنحن نتكلم عن مواطن أدان القضاء انتماءه إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وإذا كان محمد عفيفى (وهو معلق ممتاز ماعدا سقطة أبو تريكة) يراه (خالد الذكر) فليكن ذلك بعيدا عن جهاز التليفزيون الذى يؤسس لوعى الناس ويشكل فكرهم، ومازلت أصر على ضرورة مرور المعلقين الرياضيين بدورات تنمى مهارات الاتصال بالناس والارتباط بالوطن، وعدم الانحياز الفاضح لهذا النادى أو ذاك قبل خروجهم على الناس فى التليفزيون ليتحدث كل منهم بملء فمه عما يمثل ذوقه واختياراته السياسية والثقافية، لأن هناك ما يُعرف (بسياسة الوسيلة الإعلامية) التى ينبغى أن يلتزم بها كل العاملين فى القنوات المختلفة عند حديثهم للجمهور، وفى هذا الإطار يهمنى التعرض لظاهرة عدم خجل المعلقين الرياضيين من انكشاف ميولهم المنحازة لهذا الفريق أو ذاك، فهذه ليست المهنية، وأخص بهذا التهليل المستمر والمغالطة فى الحديث عن النادى الأهلى الذى احترمه وأرفض من يخدش استمتاعى بأدائه حين يكون متميزا، وأرجو من أى جهة فى المجلس الأعلى للإعلام أن تنظر إلى هذه المسألة، فاختصاصها ليس فقط رصد وتعقب ما تعتبره خروجا على الأخلاق ولكن ما يسيء إلى القواعد المهنية وعلى رأسها الانحياز. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع