أمامهم لابد أن تحس بقدرالعظمة والوطنية والفداء ويتضاءل ما اجتهدت لتقديمه الى بلدك قياسا إلى ما قدموا وضحوا به وتتمنى لو كنت منهم.. أتحدث عن مشاعرى الأحد الماضى وأنا أشاهد مواكب أمهات وزوجات وأبناء الشهداء ومعجزات الانتصار والتضحيات التى قدمها أبطال قواتنا المسلحة والشرطة وما تكشفه حكاياتهم عن حجم الأخطار والتهديدات التى تحيط بوطنهم وسباقهم للذهاب والبقاء على خطوط المواجهة فى معارك مع جماعات وأذرع عميلة وارهابية لقوى دولية واقليمية وداخلية وفتن وشائعات وأكاذيب ودسائس. المشهد الجليل ألح عليَّ بتساؤل مهم.. هل نؤدى الحياة داخل بلادنا سواء كنا مسئولين أو مواطنين بما يليق ويرقى إلى هذا الأداء العظيم والتضحية بالروح والدم والحياة؟! هل نؤديها مسئولين ومواطنين بالاتقان والاخلاص ومسئولية وجدية تكافىء ما قدم من سبق من الشهداء ومن يواصلون مسيرة الفداء العظيم؟! هل نؤديها بفهم حقيقى لما يحيط بهذا الوطن من أخطار وهل يتم اختيار القيادات والمسئولين على هذا المستوى القتالى المهيب، وهل تحترم إرادة وأوجاع الملايين ممن أنجبوا هؤلاء الأبطال وزرعوا الارض وعشقها فى أبنائهم. هذه الملايين التى تمثل الظهير الشعبى والحامى الحقيقى لدولة 30/6 وبما يدعم ثقتهم واطمئنانهم ويحقق لهم حقوقهم الدستورية فى العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والعيش الآمن وكل ماخرجوا وثاروا واسقطوا حكم جماعة الإخوان من أجل تحقيقه ومن أجل استرداد وحماية بلدهم من الاختطاف مثل ما اختطفت ثورتهم.. وهل يمثلهم تمثيلا أمينا نواب أول برلمان بعد ثورتهم؟! وهل تم استرداد ما سرق وهرب الى الخارج من أموالهم وما نهب من أخصب أراضيهم وثرواتهم الطبيعية.. وهل كانت السيطرة على جشع وجرائم المخربين بأزماتهم الاقتصادية واستغلال الأسواق ورفع الأسعار بما يتجاوز قدرات من تحت خطوط الفقر والذين انضمت اليهم الطبقة المتوسطة، وهل الفوضى التى تسود أكبر واصغر مدننا وقرانا ممكن مقارنتها بالأداء العبقرى على الجبهة وهل نسب تعاطى المخدرات والإدمان التى وصلت عندنا الى ضعف المعدلات العالمية تنبئ بأداء جيد للمؤسسات التى كان يجب ان تكون شريكة فى التصدى للكارثة اعلاميا وثقافيا وشبابيا ودينيا وأمنيا؟!!. لقد ألح عليَّ وأنا أشاهد فى الندوة الثلاثين لقواتنا المسلحة مواكب الابطال والشهداء والأمهات والزوجات والآباء والأبناء تساؤل موجع.. كيف تكون مشاعر مقاتلينا وهم يواجهون الموت فى كل لحظة ليهدوا بلادهم وأهلها الحياة ويسمعون عن وقائع فساد مرعبة ترتكبها قيادات وأجهزة محلية وأرقام مخيفة لتربح محرم ولتضخم الثروات وسيطرة ونفوذ ديناصورات أموال قدامى وجدد!! وماذا عن عدم وجود مواجهات جادة وباترة للأفكار والجماعات المتطرفة وتركها تتمدد وتستقوي، ومايعنيه ذلك من أن مقاتلينا كلما طهروا الأرض واجتثوا وأبادوا جماعات منهم لايكف هذا الفكر المتطرف وهذه الجماعات عن طرح أشواك وأجيال جديدة من القتلة والإرهابيين!! وهل كان المقاتلون يستطيعون أن يحققوا انتصاراتهم اذا أدوا مهماتهم القتالية بنفس الاهمال، والتسيب واللامبالاة وجميع مظاهر الفساد التى تدار بها أغلب مؤسساتنا الداخلية وتؤدى مصالح وخدمات واحتياجات المواطن؟!. يجب أن نقرب المسافات بين عبقرية القتال والفداء لمقاتلين وادارة مؤسسات الدولة على جميع خطوط العمل والإنتاج وحماية ماتبقى من ثرواتنا الطبيعية والبشرية وتلبية احتياجات وحل مشكلات وإنهاء غربة يحسها الملايين من الذين يمثلون الأرصدة الحقيقية لدولة 30/6 ومن أنجبوا وربوا وزرعوا حب الوطن والبطولة عبر تاريخنا الطويل فى الأجيال المتتالية من المقاتلين وصناع النصر. النداء والرجاء بحل معضلات الملايين من الارصدة والظهير الشعبى الحقيقى للدولة وحل مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم وفى مقالات سابقة أشرت الى ماقدره مساعد وزيرة التضامن لشئون المعاشات العام الماضى ان أموال التأمينات وصلت إلى 686 مليار جنيه، بينما أكد النائب عبدالمنعم العليمى أنها وصلت إلى 700 مليار تستثمر الحكومة منها 550 مليارا فى بنك الاستثمار!! جريمة دخول هذه الأموال الخاصة فى خزينة الدولة وحرمان أصحابها منها حدثت قبل الثورة ضمن جرائم كثيرة للحكم السابق وكجزء من نهب وتدمير ثرواتهم وعدم احترام حقوق أبنائهم.. فهل يصح أن يستمر بعد الثورة؟! لقد أعلن أصحاب المعاشات استعدادهم الحصول على أموالهم بما يناسب الأوضاع الاقتصادية وميزانية الدولة!! تحقيق العدالة والكرامة مطلوب لجميع المواطنين والمصارحة والشفافية حق أصيل ودستورى لهم، ما بال اذا كان فى أموال ادخروها ليستعينوا بها فى أثقل وأصعب سنوات عمرهم؟!. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد