قد تبدو سطورى مرتبطة بموضوع جانبى أو فرعي، وسط شلال الإنجازات المدهشة التى يشهدها البلد، ولكننى أكتب عن هذا الموضوع بوصفه رئيسيا ويكمل الصورة، ويتوافق مع منطق الإدارة فى مصر الآن، حيث يردد رئيس الجمهورية دائما عبارة «حياة تليق» فى وصفه لمواصفات الإنشاءات وعمليات التعمير الواسعة الجارية على قدم وساق فى مصر، وأشير إلى ضرورة إنشاء حدائق عملاقة تكون بمثابة رئة للناس تفى بتلبية الاحتياجات البيئية والصحية التى تزيد بتزايد عدد السكان والنشاطات المولودة للعوادم فى فضاء المدن والأحياء المصرية، وقد كتبت فى هذا الموضوع، وفى كل مرة أثير فيها الأمر كنت ألاحظ تفاعل عدد كبير من القراء مع ما أكتب، وأختار رسالة وصلتنى بعد عمودى الأخير فى هذا الموضوع وهى من السيد أبو علم محمد حسين نقيب الاجتماعيين بأسوان وعضو مجلس المعهد العالى للخدمة الاجتماعية يقول فيها إنه متحمس جدا لدعوة إنشاء حدائق كبرى جديدة، إذ من غير المعقول اقتصار الحدائق الكبرى على القديمة أو التاريخية فقط، وفى بلدى أسوان مثلا، توجد جزيرة النباتات التى كانت مقر الحاكم «السردار» الإنجليزى وكان عند عودته من السودان ينتقى أجمل وأندر النباتات ويربطها فى مؤخرة المركب الذى يقله بحيث تكون جذوعها مغمورة بالمياه حتى تصل حية، والآن أصبحت فى برامج الزيارة والسياحة لأسوان، وكان النادى الخاص بالمدينة فيه كشك للموسيقى يقدمها أبناء ملجأ الأيتام كل خميس بالآلات النحاسية، وبالإضافة كانت هناك حديقة غناء بجوار فندق كتراكت تسمى «حديقة فريال» نسبة إلى شقيقة الملك فاروق الذى أنشأها، وكان بهذه الحديقة كوبرى هزاز يلعب عليه الأطفال، ولم تشهد رقعة الحدائق فى أسوان زيادات مؤثرة بعد تلك الحدائق ولا عمليات جلب لنباتات نادرة جديدة.. نحن نريد حدائق حفاظا على الصحة والبيئة النظيفة وزيادة الإحساس بالجمال.. وأوافق على ما أورده السيد أبو علم محمد حسين فى رسالته، ولكننى أريد تأكيد أن رى مثل هذه الحدائق العملاقة سيكون بمياه الصرف بعد معالجتها، وأنها ليست فقط للضرورة الصحية أو البيئية ولكنها لتحقيق وصون كبرياء المواطن الذى سيستطيع عبر إنشاء هذه الحدائق أن يعيش «حياة تليق» تحتفل به وببعض احتياجاته. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع