تحدثنا كثيرا فى هذا المكان عن الضعف المهنى، والافتقاد إلى المهارات، وعدم الانضباط والأمراض النفسية ونتائج فشل التعليم وعدم تحمل المسئولية وغياب المحاسبة وضعف المراقبة، وتأخر اتخاذ القرار السليم واستبعاد الشخص المناسب من المكان المناسب والمجاملات والتوصيات والترضيات، والبعد عن وضع خطط مستقبلية للاختيار والتدريب واجتياز الاختبارات، وصنع أفراد قادرين على النجاح، وأسوياء لديهم قدرة على التطوير والتحديث والابتكار، والفاشلون الذين يأخذون المجتمع إلى الانحدار والانزلاق. نقول ذلك لأن جميع هذه العناصر اجتمعت فى شخص سائق قطار الإهمال والتسيب، والذى تسبب فى كوارث بشرية ومادية وإعلامية وترويع للمجتمع وأمنه، ولأن ما حدث داخل محطة سكك حديد مصر يجب أن يكون درسا نتعلمه، ومثالا حيا لسوء الإدارة، وعشوائية الاختيار للقيادات والعاملين، وضعف نتائج ومخرجات التعليم والتعلم والبعد عن العلم، والذى تمثل فى محطة صرفت عليها الدولة الملايين لتطويرها وتحديثها، فجاء سائق مستهتر وفاسد ليقضى على كل شىء. فى كل موقع، سواء فى وزارات أو هيئات أو شركات أو مؤسسات هناك نفس شخص هذا السائق بين القيادات أو العاملين، ويجب الانتباه إلى هذه القضية المهمة من منظور أوسع وأشمل وعلاج المنظومة ككل، فالنتائج تشير إلى أن بيننا فاشلين ومرضى نفسيين وعديمى المسئولية وجهلاء بكثرة، حطموا الحياة الاجتماعية والاقتصادية ودمروا الانسانية، فجاءت النتائج فاسدة ومخيبة للآمال. [email protected] لمزيد من مقالات محمد حبيب