الحياة تتطلب أنانية، والنجاح أيضا، وكلنا أنانيون بدرجات، لا نفكر إلا في أنفسنا، ولا نهتم بأحد، مالم تكن هناك مصلحة، وقد نصبح أنانيين، لمجرد أن الآخرين كذلك، وأحيانا نتألم، من أنانية الآخرين، ومن تجاهلهم، ونصبح أكثر أنانية. ورغم أن الانسان كائن اجتماعي، لكنه يفكر في نفسه أولا، وهذا إيجابي عندما يدفع للنجاح، وسلبي حين يدفع للتدمير، وعكس الأنانية التضحية، ونكران الذات، وهذا شيء نادر، والرجال أكثر أنانية، وكبار السن، وأيضا المجرمون. والأناني هدفه الربح، ولو على جثث الآخرين، وحياته تتمحور حول ذاته، وهو يكسب، وأيضا يخسر، عندما يكتشف خداعه، وربما يقضي نهاية عمره وحيدا، لكنه لا يكترث، ولا يشعر بالندم، فالمهم بالنسبة له هو الربح، والربح فقط. ونحن نصبح أنانيين، في الأزمات، وعند ندرة الموارد، وفي مواجهة المجهول، ونتهم الآخرين بالأنانية، عندما نفشل في التلاعب بهم، لتحقيق أهدافنا، وقد نكتشف أن ولاء المحيطين بنا، لا ينبع من الحب، بل من احتياجهم إلينا، وعندما تتغير الاحتياجات، يتغير الولاء. ولا مشكلة في أن تحب نفسك، وتهتم بنفسك، وتفكر في نفسك، وتسعي لمصلحتك، وأيضا سعادتك، هذه ليست أنانية، بل ضرورة، فلا أحد سيهتم بك، إلا نفسك، المهم ألا تضر أحدا، لا يشكل لك تهديدا، يمكنك أن تعيش، وتدع غيرك يعيش. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود