مصر الدولة القوية تستمد قوتها من وحدة شعبها واصراره على تجاوز العثرات التى تعترض طريق التقدم، تتميز مصر بأن نسبة الشباب من مجموع سكانها عالية حيث شكلت النسبة وفق آخر إحصاء فى الفئة العمرية من 18 إلى 29 نسبة 21% بعدد 20 مليون شاب من إجمالى 95 مليونا فى تعداد عام 2017 ما يشير لأن السواد الأكبر من شعبها من شريحة الشباب. ودائما ما تظهر الشخصية المصرية فى الشدائد وهناك محطات مهمة عبر التاريخ الطويل قدم المصريون النموذج الذى يظهر أفضل ما بداخلهم فى الملمات وآخرها كارثة محطة مصر التى يتألم بسببها كل مصري. ظهر الشباب المصرى وهم يقفون فى طوابير التبرع بالدماء من أجل إنقاذ المصابين فى صورة قد تعجز الكلمات عن التعبير عنها حيث توافد المئات من الشباب إلى المراكز الصحية للتبرع بالدماء بطريقة فطرية تعكس إنسانية وانتماء وتضحيات جيل واعد تطمئن له مصر. فى الأزمات الكبرى يحتاج الوطن إلى عطاء أبنائه بعيدا عن العبث وخلط الأوراق لأهداف سياسية لا تنسجم مع الواقع ولا تفيد الوطن. كل بيت يشعر بالحزن نتيجة الحادث المفجع لكن فى قلب كل مصرى اطمئنان بأن الدولة المصرية تمضى فى طريق الإصلاح بوعى واصرار على بلوغ النجاح والتصدى لكل ما يقف فى طريق الإصلاح. الدولة فى سباق مع الزمن ليكون لها مكانتها على خريطة الدول الناهضة وانتشال الشرائح الأكثر فقرا والدفع بها إلى مراتب متقدمة فى جدول التصنيف وفق البرامج التى تنفذها الحكومة على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية. الدولة القوية هى عنوان المرحلة التى تعيشها مصر، المشروعات العملاقة أوشكت على الانتهاء ومؤسسات الدولة تتحرك فى كل اتجاه لانجاز الخطط الموضوعة وفى الوقت نفسه التعامل مع المواقف الطارئة بالثقة والجسارة المطلوبة مصر تستفيد من الأخطاء وتعاقب كل من يثبت تقصيره وتصدر من القرارات ما يحول دون تكرارها وهذا هو الأهم. لمزيد من مقالات رأى الأهرام