كلمة السر فى أى كارثة هى العنصر البشري، ولذا نجد ان الدول المتقدمة قللت الاعتماد على العنصر البشرى بنسب تخطت 80% فى بعض القطاعات خاصة الخدمية، وفعلا إذا نظرنا إلى الحوادث او بمعنى أدق الكوارث التى تحدث فى قطاع النقل بجميع أنواعه نجد ان أكثر من90% منها بسبب اهمال العنصر البشرى وتهاونه واستهتاره وهذا ما حدث من سائق جرار الموت فى حادث القطار الأخير والذى كان من الممكن أن ينقذ الموقف لو بلغ برج المراقبة بإحدى وسائل الاتصال التى توفرها لهم الهيئة وفى هذه الحالة كان البرج قد شغل إبرة السقوط لإيقاف القطار فى الحال لأنها تسقط القطار من على القضبان وهذا التقصير ليس من السائق فقط ولكن من كل العاملين فى الحركة وهم السائق ومساعده وعامل المناورة ومسئول الوردية لو ابلغ احدهم برج المراقبة كان من الممكن إنقاذ الموقف ولكن للأسف لم يحدث هذا وهنا لابد ان نواجه أنفسنا بالحقيقة المرة مهما طورنا واستوردنا قطارات حديثة وجرارات جديدة دون تطوير عقول وأداء البشر لن نصلح شيئا وهذه هى المعضلة، فهيئة السكك الحديدية بها 72 الف موظف ومهندس وعامل ولذا تعد اكبر قطاع به عمالة فى الدولة ومعظمهم تم تعيينهم بعد ثورة 25 يناير 2011 نتيجة المطالب الفئوية منهم 3500 سائق فقط لتشغيل القطارات، وإجمالى رواتب جميع العاملين سنويا يبلغ 3مليارات و200 مليون جنيه فى حين لا تتجاوز الايرادات حاجز ال3 مليارات جنيه يعنى تتحمل الدولة 200 مليون جنيه سنويا فرق الرواتب هذا بالإضافة الى مصاريف التشغيل وقيمتها بالمليارات، والأهم من ذلك أن نصيب السكة الحديد من نقل البضائع وهو القطاع الذى يدر عائدا وأرباحا تبلغ صفرا فى حين اننا لو سمحنا للقطاع الخاص بالاستثمار فى هذا القطاع سيدر عوائد تساعد الدولة فى الإنفاق على تطوير قطاع نقل الركاب الذى يحتاج إلى المليارات. نحن نحتاج إلى مشروع قومى للنهوض بهيئة السكك الحديدية التى كانت ومازالت صداعا فى رأس الحكومات المتعاقبة ومقبرة لوزراء النقل من اخطاْ منهم ومن أصاب. رحم الله شهداء الوطن. لمزيد من مقالات إيمان عراقى