يعترف بعض قيادات الإخوان هذه الأيام بأن الدكتور مرسى، الذى اختاروه بأنفسهم ممثلاً لهم فى القصر الرئاسى، لم يكن على قدر المسئولية، وأنه كان يرتكب زلات مُحرِجة فى خطاباته العامة، حتى إن منهم من كان يُضطَر إلى مغادرة القاعة لعدم القدرة على تحمّل ما يراه منه! ويضيفون معلومات مهمة أخرى فى فيلم تسجيلى تعرضه لهم بعض الفضائيات الصديقة لهم. وطبعاً، فإن النية من كلام هؤلاء إبراء مسئولية الجماعة من أخطاء الرجل الطيب مرسى! وكان يمكن أن يكون لحجتهم قبول إذا كان بقدرة الرجل أن يفرض نفسه عليهم، أو أنهم رشحوه بعد أن فاز فى منافسة مع زملائه. ولكن الجميع يعلمون أن قيادة الجماعة اختارته هو بالذات، ليس لمواهب يتمتع بها وإنما لما يفتقده من قدرات!! وهنا يكمن جزء أساسى من مشكلة الإخوان المزمنة التى تُسعِد خصومهم لأنه ليس لها حل! تعود أخطاء الإخوان فى جذرها إلى عقليتهم البسيطة التى لا تدرك تعقيدات الواقع، مثلما هو الأمر فى كل المجتمعات، وأنها لا تأخذ بالجدية المطلوبة القوى الأخرى التى تناوئهم بخطط مضادة، وأن كلاً منها تسعى إلى تحقيق فوز سياسى على حسابهم..إلخ. وقد توهمت هذه العقلية البسيطة أن الأفضل لهم فى هذا المعمعان أن يمثلهم مرسى لأن تاريخه معهم أنه يتلقى الأوامر فيسمع ويطيع، أما بدائله فى الجماعة، فهم مرفوضون بالمطلق لأن فيهم من يتصور أن بإمكانه أن يقرر بنفسه أو أن يعترض أو يناقش! وقد نال مرسى رضاهم وإعجابهم فى شهوره الأولى، حتى إنه قَبِل أن ينسبوا إليه الانتهاكات الدستورية التى طبخوها فى المقطم دون علمه، وأمروا مساعده بإذاعتها ممهورة بإمضاء رئيس الجمهورية فشاهدها هو على التليفزيون مثله مثل غيره! ولم يُنسَب له أنه تأفف! وكان طبيعياً أن تتطور الأمور، داخلياً وإقليمياً ودولياً، وكان متوقعاً أن تضطرب وتعجز العقلية البسيطة مع المستجدات المفاجئة، وكان مرسى ينتظر أن تصله الأوامر المنقذة، فتأتيه تعليمات كارثية! وبعد كل هذا يتملصون من المسئولية ويلقون بها على الرجل الطيب! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب