الاحتفاء الكبير من جانب الإعلام العربى والعالمى بالقمة العربية الأوروبية وما تمخضت عنه من نتائج، يعكس النجاح الكبير الذى حققته وما سوف يترتب عليه من زيادة التنسيق والتعاون بين الجانبين العربى والأوروبى فى مختلف المجالات إقليميا ودوليا. فقد أشادت وسائل الإعلام العالمية بالقمة التى أطلقت عهدا جديدا من التعاون والتنسيق، يدعم الشراكة الإستراتيجية العميقة بين الجانبين، لإرساء الأمن وتسوية النزاعات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية فى المنطقة، وتعزيز التعاون الاقتصادى بين الجانبين وإرساء شراكة قوية قائمة على الاستثمار والتنمية المستدامة. بينما ركزت وسائل الإعلام العربية على اهتمام القمة بالسعى لإيجاد خيارات سياسية لحل العديد من الصراعات فى المنطقة العربية، إلى جانب إبراز دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى الدول الأوروبية إلى ضرورة احترام ومراعاة وتفهم ثقافة وقيم وأخلاقيات المنطقة العربية، كما يحترم العرب ثقافاتهم وقيمهم. هذا الاهتمام الإعلامى الكبير يؤكد أن القمة العربية الأوروبية الأولى حققت الهدف من انعقادها، خاصة بالنسبة للتحديات الناجمة عن التهديدات للسلم والأمن الدولى والإقليمي، بما فى ذلك الإرهاب والتطرف والأعمال التى تقوض الاستقرار، والاتجار فى الأسلحة غير المشروع، وكذلك فيما يتعلق بتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية وتوفير فرص مشتركة من خلال نهج تعاونى بين الجانبين. لكن الأبرز فى تلك القمة هو الاتفاق على عقدها بشكل دورى لمتابعة تنفيذ النتائج التى تم التوصل إليها، ومناقشة كل المستجدات، لتكون القمة المقبلة فى بروكسل عام 2022، والحقيقة أن الاتفاق على دورية انعقاد القمة يعكس جدية جميع الأطراف فى التعامل معها، وفى التوصل إلى تعاون كامل بين دول المنطقتين اللتين تمثلان 12 فى المائة من سكان العالم، وهو ما سينتج عنه خلال الفترة المقبلة تعزيز واضح للتعاون الاقتصادي، ومساهمة أوروبية كبيرة فى حل مشكلات الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية والوضع فى ليبيا وسوريا. إن حصاد هذه القمة التاريخية لا يمكن إيجازه فى البيان الختامى الصادر عنها فقط، فهو أكبر من ذلك بكثير ويعكس الوجود الكبير لزعماء نحو 50 دولة عربية وأوروبية فى مكان واحد، وما جمعهم من إصرار على دخول عصر جديد من التعاون والتنسيق، ستكون له آثار إيجابية عديدة على العالم أجمع، وليس على العرب وأوروبا فقط. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام