كان يسجد لله عندما سقط مغشيا عليه بمسجد النادى الأهلي. قبلها كان يتحدث مع من حوله بروحه الحلوة المعهودة وبصوته المميز. وفى دقائق انتقل من سجدته لله، إلى سرير بالرعاية المركزة وبعدها بساعات، كان هناك فى عالم ربه، يسكنه بنفس راضية، وطاعة يتمناها ويشتاق إليها الجميع، بعد حياة حافلة بالتعب والإرهاق والضوضاء. رأى فيها علامات الشقاء والجهد والعرق ، ومعها كان النجاح والتميز والسيرة الطيبة. إنها السطور الأخيرة فى حياة الزميل الصحفى الصديق الوفى خالد توحيد الذى رحل وتركنا نُكمل بعده مسيرة التعب والإرهاق، مع مهنة المتاعب، وتعب الحياة ومشاكساتها حتى نلقى من هو أحب ، وأرحم، وأجدي، ورب الجميع. رحل عنا خالد توحيد الذى كان مزيجاً فريداً من الرجل الجاد خفيف الروح. الصلد فى رأيه، صاحب المشاعر الرقيقة. من يقوم بالمعارك الصحفية والمهنية، المليئة روحه بمعانى الإنسانية والاحترام. ومثلما كان خالد توحيد أنيقاً فى شكله، كان أكثر أناقة فى التعامل مع الآخرين, لايلهث وراء منصب، ولايتنازل عن كرامته فى سبيل هذا.. حتى بعد أن ترك رئاسة تحرير مجلة الأهرام الرياضى التى كان أحد مؤسسيها، فكان دائما يُطلب، ولا يطلب فأصبح عضواً فى لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ثم رئيساً لقناة الأهلي. لقد عاش خالد توحيد مُحترماً لذاته، فاحترمه الجميع، مُحباً للكل، فأحببناه. مدافعاً شرساً عن المهنة دون مزايدة على أحد فقدرنا مواقفه. إنه خالد توحيد الذى جعل الوسط الرياضى كله يرمى كل خلافاته ليُجمعهم فى الصلاة على جثمانه، ثم العزاء فيه فى مظاهرة حُب لإنسان وصحفى يستحق. ليتنا نصل إلى بعض قدره! . لمزيد من مقالات حسين الزناتى