لشهدائنا الأبرار التحية والإجلال وعظيم التقدير لكفاءة وبراعة وسرعة التوصل لإرهابى الدرب الأحمر وسط دروب وازدحام العاصمة، خاصة أحياءها التاريخية، وجاء اتخاذ اجراءات احترازية تحمى أبطالنا عسكريين، ومدنيين أثناء المواجهات الدامية مع قتلة وسفاكى دماء وأرواح يرتكبون أحط أساليب الغدر والقتل وإهدار الدم والحياة، ودعم الجهود الأمنية المخلصة بفكر مستنير قادر على اقتلاع بذور الإرهاب السامة والمدمرة، وتشارك فيها جميع مؤسسات التعليم والفكر والتنوير الثقافية والشبابية، والفنية ويواصلون بجدية ووعى تجديد الخطاب الدينى والتصدى للأفكار الظلامية التى تصنع من الدين غطاء!، تصد ومواجهة بجسارة وحداثة تدرك ما أدى إليه تراجع الخطاب الدينى من تحويل أجيال من الشباب المتهوس إلى أدوات وتوابع وعملاء لمخططات شيطانية دولية وإقليمية وداخلية تواصل تدمير المنطقة، وفى القلب منها المحاولات المستميتة لكسر وإسقاط مصر!. وكأن كل ما تمر به بلدنا من أزمات وتحديات ومخاطر اقتصادية واجتماعية، وثقافية، وإرهاب ملعون لايكفى لاستدعاء أفضل مايمكن أن يقدمه كل واحد منا وأفضل وأقصى واجبات وفروض مسئوليات وواجبات كل مسئول! وكيف يمكن القبول بتكرار جرائم وخطايا ظلت ترتكب سنوات طويلة قبل الغضب وخروج الملايين فى 25/1 و 30/6؟! ..لقد فوجئت وروعنى الاسبوع الماضى أن أسمع محنة باحثة وأستاذة بمركز البحوث الزراعية.. ما استمعت إليه كان كأننى اسمع مأساة من مآسى إهدار العلم والعلماء، وعدم الاستفادة بنتائج وثمار رائعة لأبحاثهم، وتدمير ماطبق من نتائجها، وكتبت عن عشرات منها مئات المقالات على صفحات الأهرام.. وهل مازلنا ضد أن نحمى ونؤمن بلدنا بهذا العلم وثماره، ونحمى أمننا الحيوى والصحى والغذائى والقومى بالاعتماد على أنفسنا ونضع حدا لشره واحتكار مافيا الاستيراد!. أ. د. نبوية صالح باحثة وأستاذة بمركز البحوث الزراعية أنجزت وفريق بحثى محترم مشروعا قوميا للتنمية المستدامة بجنوبسيناء وخاصة منطقة سانت كاترين، حيث درجات الحرارة دون الصفر وتعلو الأرض عن سطح البحر مابين 1600 و 1800 متر مما يوفر المناخ المناسب لإنتاج تقاوى بنجر السكر مثل جميع محطات التربية العالمية فى أوروبا والولايات المتحدة.. وبجهود باحثين وعلماء بينهم من توفاهم الله وممن تقدم بهم العمر بمركز البحوث الزراعية استطاعوا تسجيل أول صنف بنجر سكر مصرى المنشأ تحت الظروف المصرية، وموات لظروفنا الجوية، وخال من الأمراض التى قد تأتى مع البذور المستوردة. وللعلم فمصر تستورد سنويا بما يبلغ مليارى دولار من البذور فى مقدمتها بذور البطاطس و150 مليونا للطماطم والخيار فقط أما البنجر فنستورد من بذوره تقريبا بما يساوى عشرة آلاف يورو أو دولار للطن وفق الدولة المستورد منها، ونستورد سنويا أربعة آلاف طن ومردود استنباط بذور مواتية للظروف الزراعية المصرية فى جميع محافظات الجمهورية، وأهمية مانوفره من عملية صعبة إلى ما لايقدر بأموال من مردود اجتماعى وثقافى واقتصادى وعمرانى وتشغيل أيد عاملة فى مناطق خالية تماما من الزراعة إلا ما كان يزرع مخالفا للقانون!. تطلب الأستاذة الباحثة دعم الصنف بتحديد مساحات له بسانت كاترين جنوبسيناء ومعرفة كم المياه الجوفية فى هذه الأراضى ومدى حقيقة مايردده الأهالى هناك من أنه رغم أن المنطقة تغمرها السيول فإن وزارة الرى أنشأت مصايد السيول فى أماكن بعيدة عن مناطق نزولها؟!. يعود المشروع إلى أ. د. محمود المنحلى الذى خاطب وزير الزراعة الأسبق، د. يوسف والى مرارا من أجل أن تتولى الدولة المشروع منذ عام 1993، ولم تحدث أى استجابة إلى أن رحل العالم الكبير عام 2012، وواصلت المشروع أ.د. نبوية صالح، وإلى الآن حيث أحمل نيابة عنها نداءها وصرختها إلى رئيس مجلس الوزراء لتقوم المؤسسات المسئولة بما كان يجب أن تقوم به ليس بالنسبة فقط للمشروع القومى لاستنباط بذور البنجر، ولكن لكل ما فى مركز البحوث الزراعية وجميع مراكز أبحاثنا وجامعاتنا من أبحاث ودراسات يحقق تطبيقها إنجازات بل معجزات هائلة تشارك فى معالجة أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والغذائية والإنسانية التى للأسف لايحاسب المسئولون عن جرائم إهمالها وعدم تطبيقها بعد غضبة المصريين، وثورتهم فى 25 يناير و30 يونيو لاسترداد بلدهم وأمنهم ولقمة عيشهم وكرامتهم واستقرارهم واستقلالهم، فلمصلحة ولحساب من تتواصل خطايا حرمتهم عشرات السنين من ثمار عطاء أرضهم وزراعتهم وعلمائهم وباحثيهم ولتعود الأخطاء والتقصير مع مشروع قومى لاستنباط بذور البنجر تحت الظروف المصرية وصالحة للزراعة فى جميع محافظاتنا.. محاولات التسجيل بدأت منذ عام 2000 إلى أن سجلته د. نبوية عام 2017 ومنذ تسجيل الصنف المصرى النادر لم يتقدم المشروع خطوة واحدة. هل المنتظر أن تيأس الباحثة ويندثر المشروع مثل ما اندثر وضيع على المصريين آلاف الأبحاث وثمارها الرائعة وتزدهر وتتضخم ثروات قوى الاحتكار والشركات العالمية التى تسيطر على أسواقنا! فى الأخبار 10/12 ونقلا عن نقابات الفلاحين أننا نستورد 85% من البذور، و 7% من المحلى مغشوش! ولماذا لانعيد تكوين شركة وطنية لإنتاج البذور، تلك الشركة التى كانت من أوائل ماتم القضاء عليه فى جرائم الخصخصة. وأنا أكتب هذه السطور نشرت «الأهرام» على الصفحة الأولى الخميس 21/2 عن قيام الادارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية بإبادة 18 مزرعة مخدرات بجنوبسيناء! هل نستجيب لصرخة ونداء أ.د. نبوية صالح وفريقها البحثى المحترم لزراعة الحياة والأمان والخير يحتوى ويؤمن الشباب بدلا من مزارع الموت؟!!. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد