انظر إلى هذا المنطق المغالِط المتهافِت الذى يفضح القائلين به، ممن يزعمون براءة من نُفِّذ فيهم حكم الإعدام بعد إدانتهم فى جريمة اغتيال المستشار هشام بركات، ولكنهم، ودون أن يدركوا تناقضهم، وأثناء التأكيد على التبرئة، يهددون بانتقام مدوٍ يدمر مصر ويُوقِعها فى دوّامة عنف لن تخمد! وهنا تكمن الغرابة، فإذا كانوا أبرياء ليس لهم علاقة بالعنف من قريب أو من بعيد وأنهم لم ينخرطوا قط فى تنظيمات إرهابية، فهذا يعنى أن زملاءهم وأنصارهم مثلهم فى الالتزام بالسلمية، وفق ما يزعمه القائلون بهذا المنطق، فمن أين إذن يجيء عنف الانتقام المزمع؟ أليس هذا إقراراً صريحاً بأن لديهم القدرة على إشعال نيران لا تخمد، وأن هذا يلزمه كوادر مدربة على الإشعال، وتنظيماً يتولى مهمة الإشعال؟ أم سيأتى واحد من فلاسفتهم يحدثنا عن الكلام بالمجاز؟ أضِف إلى هذا حالة زميلهم الآخر الذى حُكِم عليه بالإعدام غيابياً والذى تمكَّن من الفرار إلى الصومال وحاول أن يذهب منها إلى تركيا التى رفضت دخوله ورحَّلته إلى مصر، فى لغز لم يُحل حتى الآن، وهو الآن بصدد إعادة محاكمته. فكيف لشاب بريء لا حول له ولا قوة، كما يزعمون، أن يعرف دروب الهروب عبر دول وسط صحارى شاسعة وغابات وقبائل حتى يصل إلى الصومال، وكيف، دون تنظيم يرتبط بعلاقات قوية فى مناطق تحكمها عصابات إرهابية، يتمكن من العيش بينهم؟ المطلوب أن تتوافر له كل ضمانات العدالة لكى يبرر كل هذا للرأى العام. ينبغى الالتفات إلى أن حملتهم ضد الإعدامات الأخيرة تتجاوز كلامهم المُعلَن، لأنها تستهدف ردع الدولة المصرية عن المضى فى مهمة التصدى الحقيقى للإرهابيين. انظر فقط إلى أن هجومهم قديم وثابت ولم يستثن مهمة واحدة لأجهزة الدولة إلا وأدانها وشكك فيها، فى سيناء والدلتا والصعيد وعلى الحدود مع ليبيا أو السودان، فكل من تتصدى له الدولة فى أى بقعة يعتبرونه بريئاً، وكل عملية تقوم بها الدولة لهم عليها مئات التحفظات والانتقادات، وكل الأدلة التى تجمعها الدولة يعتبرونها مُلَفَّقة..إلخ! لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب