خالد رجل فى الأربعين من عمره لم ينل أى قدر من التعليم لظروف أسرته المادية، وقد عمل منذ نعومة أظافره بأكثر من حرفة حتى استقرت به الحال فى العمل سائقا بالأجر اليومى، واستقل بذاته وتزوج سيدة فى نفس ظروفه الاجتماعية وكونا أسرة وأنجبا أربع بنات أصغرهن عمرها سنتان وأكبرهن أربعة عشر عاما، وتولت الأم مهامها فى رعاية الأسرة ولم يكن يوجد ما يقلق مضجعها سوى نوبات البرد التى كانت تنتاب ابنتها «جنى» البالغة سبع سنوات منذ صغرها مع قدوم فصل الشتاء، وضرورة خضوعها لجلسات تنفس صناعى، ولازمتها النزلات المعوية طول العام حتى انطفأت جنى، وأصبحت شاحبة الوجه وصارت ملازمة الفراش، ويمنعها المرض عن اللهو مع أقرانها من الأطفال، فدب فى الأم حزن عميق وسارعت لعمل الأشعة والتحاليل التى أكدت ضرورة زرع كبد لها من متبرع، وقام الأبوان بإجراءات عملية الزرع وخضعا للتحاليل التى أكدت تطابق فصيلة الأم لابنتها جنى وتتكلف عملية الزرع أربعمائة ألف جنيه، تم جمع جزء منها، ولكن يبقى الجزء الأكبر لإنقاذ حياة الطفلة جنى. صفاء عبدالعزيز