فى الوقت الذى تعانى فيه محافظة الغربية من ندرة أراضى أملاك الدولة لإقامة مشروعات سكنية وخدمية، توجد قطعة أرض مساحتها 40 فدانا بقلب مدينة غزل المحلة أملاك دولة، يطلق عليها «مدينة العمال الأولي» تابعة لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري، والمعروفة باسم «المستعمرة» والتى يبلغ إجمالى مساحتها 68 فدانًا، ومقام على جزء منها مساكن لموظفين خرجوا على المعاشات بالشركة، ومتبقى منها 40 فداناً، تقدمت محافظة الغربية عام 2009 بدراسة لوزارة الاستثمار لإنشاء 5448 وحدة سكنية عليها، ورغم مرور 10 سنوات لم تحصل المحافظة على الأرض التى رفضت الشركة تسليمها للمحافظة والتى من الممكن أن تساعد فى حل مشكلة الإسكان بالمحلة الكبري. فى البداية يقول محمد أبو نار أحد سكان المستعمرة إن المدينة العمالية الأولى بما عليها من مساكن لم تشهد أى تطوير منذ إنشائها قبل نحو 80 عامًا، وهى عبارة عن بلوكات من دور واحد، وبالتالى إذا تم إنشاء عمارات سكنية مكانها فإنها ستحل مشكلة الإسكان. من جانبه أكد اللواء هشام السعيد محافظ الغربية أن مدينة المحلة الكبرى تحظى باهتمام كبير، وتشهد أعمال تطوير للنهوض بالمرافق والبنية الأساسية من مياه شرب وصرف ورصف طرق وغيرها، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير بدأت بالمناطق العشوائية لتوفير سكن لائق وآدمى للمواطنين، موضحا أنه فيما يتعلق بأرض المستعمرة والتى تضع شركة غزل المحلة يدها عليها فإنه يتم التنسيق فى هذا الشأن مع رئاسة مجلس الوزراء ووزارتى قطاع الأعمال والاستثمار لوضع حل نهائى لهذا الملف. يُذكر أن إنشاء مساكن المستعمرة بمدينة المحلة يرجع إلى عام 1939، عندما بدأت الغارات الجوية للحرب العالمية الثانية، حيث قرر مجلس الوزراء فى 15 يوليو 1941، بناء مساكن مؤقتة للمهاجرين فى كفر الدوار ودمنهور والمحلة الكبري، وحينها انتهزت شركة «غزل المحلة» هذه الفرصة وعرضت على الحكومة أن تسهم معها فى تحمل نصف تكاليف بناء هذه المساكن، على أن تستفيد بها الشركة بعد انتهاء الحرب كمساكن لعمالها، ووافق مجلس الوزراء على هذا العرض فى سبتمبر 1941، ولم تكد الحكومة تنتهى من تشييد المساكن حتى انتهت الغارات وتوقفت الهجرة، فرأى مجلس الوزراء عام 1943 الانتفاع بجزء من هذه المساكن مؤقتًا فى إيواء الأطفال المشردين، غير أن الشركة طلبت من الحكومة أن تسلمها هذه المبانى لتستخدمها فى إسكان عمالها، فوافق مجلس الوزراء على ذلك، وتسلمت «غزل المحلة» المساكن فى 21 يناير 1946، وشرعت فى زيادة عددها حتى تستوعب أعدادًا أكبر من عمالها.
