مشغولة الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل بهندسة وترتيب الذرائع والحيثيات التى تعزز فكرة هجوم جديد على أعدائها بالشرق الأوسط سواء التقليديون أو الذين اخترعتهم لتنفيذ بعض أغراضها التكتيكية، ففى الوقت الذى تعلن فيه واشنطن وعلى لسان الرئيس ترامب نفسه أن تنظيم داعش أمامه أيام وتعلن هزيمته الكاملة، راحت الدوائر الإعلامية والعسكرية والمخابراتية تبدى اهتماما بالغا بخطاب مسجل أذاعه أيمن الظواهرى يدعو فيه إلى (الاتحاد فى مواجهة الأعداء)، وترفقه بتقييم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يتحدث عن محاولة قادة التنظيم بالعمل على تقوية هيكل التنظيم العالمى وقدرة القيادة على التواصل مع الفروع والشبكات حول العالم.. كما واصلت واشنطن تهديدها طهران متوعدة بردع أنشطتها الباليستية وتدمير مشروعها الصاروخى، من جانبها أعلنت إسرائيل أنها تستهدف منشآت صاروخية إيرانية أقيمت فى سوريا بدلا من لبنان لإنتاج صواريخ دقيقة، وهذه الحزمة من الأخبار التى تدور حولها ضجة كبرى الآن، تدخل فى نطاق هندسة الذرائع واختراع الأسباب لهجمة أمريكية إسرائيلية يحاول البلدان الإيحاء بأنها وشيكة، وعلى عدائى المطلق لكل من القاعدة وكل تنظيمات المتأسلمين الإرهابيين، وكذلك إيران مخترعة مشروع تصدير الثورة الذى باسمه تحاول التمرد إقليميا وفرض هيمنتها على دول المنطقة، فإننى أكرر أن هندسة الذرائع التى تجرى حاليا ليس لها لزوم إذا كانت هناك نيات حقيقة للهجوم، ولكن أمريكا تثير هذا الضجيج لدفع آخرين للقيام بالمهمة نيابة عنها، أو لابتزاز الأطراف التى تعانى أخطار إيران والإرهاب لتمويل أى نشاطات توهمنا واشنطن بأنها ستقوم بها.. أمريكا عادت إلى اختراعها القديم (القاعدة) لتعيد تشغيله وتفعيل نشاطاته وتبرر ضربة تقوم بها أو توعز لأطراف إقليمية القيام بها، وتتكلم عن ضرب مشروع إيران الصاروخى بعد أن ظلت تحدثنا عن الاحتواء المزدوج ودعم الإصلاحيين فى إيران. إن قيام الولاياتالمتحدة بالانسحاب من سوريا وأفغانستان والعراق يعطى عمليا مجالا رحبا مفتوحا لإيران كيما تسد الفراغ، وبالتالى تريد الولاياتالمتحدة الإبقاء على القاعدة وإيران، ولكنها تريدهما فزاعة تخيف بها دول المنطقة وتضمن حسن سلوكها لأنها لو كانت تريد فعلا ضرب إيران أو القاعدة لفعلت ذلك منذ زمن طويل ولما احتاجت لهندسة كل هذه الترسانة من الذرائع. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع