أثار مقالى الأربعاء الماضي "تابلت.. أم تهمة" الكثير من آراء المؤيدين والمعارضين، ومن باب احترام وجهات النظر، المختلفة قبل المشجعة، والتي وردت برسائل إلكترونية تحمل اتهامات بمخالفة الضمير والتهكم على الجهد المبذول لرفع مستوى التعليم ونكران التكلفة الباهظة التي تتحملها الدولة لتوفير أجهزة التابلت وتجهيز المدارس بالإنترنت، وأخرى تحمل إشادة تسليط الضوء على بعض خلل المنظومة الجديدة، التي تمثل أعباء مضافة على ولي أمر التلميذ المثقل بتوفير قوت يومه ليرى فلذه كبده ناجحاً. وبين اتهامي بسلبية النظر لكل جديد إيجابي هدفه تحسين مستوى تعليم أبنائنا وإصلاح منظومة تعليمية خربة، ومتحديا معرفتي بعدد من يحمل تليفون ذكي ويتحمل مصاريفه، فكيف لا يستطيع دفع مبلغ 100 جنيه لتسلم التابلت، أو ما يصرفه كل ولى أمر على دروس خصوصية وكتب خارجية، معللا على ضرورة تنبيه ولي الأمر والطالب لاحترام قيمة التابلت طوال ثلاثة أعوام ثانوية عامة، إلى الإشادة بمواصلة حرية الرأي وتسليط الضوء على أي سلبية خاصة لما يمس منظومة التعليم لأبنائنا، ولا نكون حقل تجارب مع كل تغيير وزاري، ولكن ما بين هذا وذاك يجب الاتفاق أن المصلحة الوطنية تلزمنا بضرورة المشاركة والاستمتاع إلى الآخر واحترام الرأي الذي لا يفسد للود قضية، خاصة التي تمس أفلاذ أكبادنا، مستقبل بلدنا لتنوير أصحاب القرار بوجود خلل في منظومة جيدة. ومما لا خلاف عليه وجود مشاكل متراكمة بالمنظومة التعليمية أكثر إلحاحا، على رأسها زيادة كثافة التلاميذ، لتصل أحيانا لأكثر من 70 تلميذاً في الفصل الواحد، وتدهور رواتب المدرسين وتدريبهم، وتدني مستوى المناهج الدراسية، التي تعتمد على الحفظ، وجعلتهم متلقين فقط من أجل الامتحان، بعيداً عن بناء شخصية طلاب تناسب الحياة واحتياجات سوق العمل، فضلاً عن تهالك الأبنية التعليمية، وزيادة غول الدروس الخصوصية، التي تشكل عبئا على الأسر المصرية تتجاوز 30 مليار جنيه سنوياً، وهذا ما تبذله الدولة حاليًا من بناء مدارس جديدة وبدء تغيير المناهج التعليمية وتطوير الامتحانات وربط التعليم بالتكنولوجيا الحديثة للحث على التفكير والابتكار وتنمية الإبداع، وهو جهد مشكور يحتاج تحقيقه الكثير، مما يفوق جهد الدولة ويحتاج بشدة لمشاركة القطاع الخاص والاستثمار التعليمي الجاد. الواقع يؤكد حسن نوايا وزير التعليم بمنظومته الجديدة ولكن هذا لا يمنع من مواجهة المشاكل الحالية لمنظومة التعليم الإلكترونية وعكس التصريحات الوردية من مسئولي الوزارة، فهناك تأخر بتسليم التابلت وإعتماد التلاميذ علي الكتاب المدرسي حتي الآن إما لعدم إعداد المدارس وتجهيزها بالشبكات الداخلية، وإما بطء إعداد وتحميل البرامج اللازمة علي الأجهزة، أو عدم قدرة إدارات المدارس على تسليم أكثر من عشرة تلاميذ فقط يوميًا لطول استيفاء الإجراءات من إمضاء إقرار ولى أمر التلميذ ومراجعة صلاحية الجهاز. إن رؤية "التابلت المنتظر" ذو إنتاج باللغة العربية بعرض ومحتوى شيق "فيديوهات" في مدارس مجهزة بإنترنت فائق السرعة وأجهزة كمبيوتر حديثة وداتا شو وماكينات تصوير وفاكسات وواي فاي للطلاب والمدرسين تصريحات حتى الآن ربما ينقص تحقيقها تدابير مالية وإمكانيات بكل محافظة ومنطقة تعليمية، ولكنها هدف يريد الجميع رؤيته. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ