حول ما كتبت عن مواكب المثقفين والمبدعين العرب المهاجرين من بلادهم فى سوريا واليمن والعراق وليبيا وتساءلت أين جامعة الدول العربية من هؤلاء وماذا تعلم عنهم وصلنى هذا الرد من السيد محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم أمين عام الجامعة.. طالعت بكثير من الاهتمام مقالكم المنشور بعدد جريدة الأهرام فى 11 يناير المنصرم تحت عنوان «مبدعون بين المنافى .. والأطلال» والذى ناقشتم من خلاله المأساة الثقافية التى تعرضت لها الدول العربية التى شهدت صراعات أو نزاعات مسلحة على مدى السنوات الأخيرة وهى بالدرجة الأولى العراقوسوريا وليبيا واليمن، وهى المأساة التى أثرت بالتأكيد على وضعية وأحوال المثقفين والمبدعين من أبناء هذه الدول.. وحقيقة الأمر انه على الرغم من وجود إدراك ووعى كبيرين لدى الجامعة العربية ومعظم أعضائها من الدول بمدى عمق المأساة التى عاشها هؤلاء المثقفون والمبدعون، فإن عمل الجامعة العربية ومؤسساتها فى هذا الخصوص، وعلى الرغم من الجهد الذى بذل، على الأقل من جانب الأمانة العامة للجامعة لايكفى.. وانوه هنا بالخطوات التى اتخذتها الأمانة العامة، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو)، وأيضا فى إطار أعمال المقررات الصادرة عن مجلس وزراء الثقافة العرب، فيما يتعلق بتنظيم المؤتمرات والندوات التى تجمع المثقفين العرب القادمين من المنطقة أو من المهجر سواء بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أو فى مقر الالكسو بتونس، مع الأخذ فى الاعتبار أن النزاعات التى وقعت بالدول الأربع حالت بالتأكيد نحو عقد مثل هذه النشاطات مع هذه الدول، وهو الأمر الذى شهد تحسنا نسبيا فيما يخص حالة العراق مع بدء استتباب الأوضاع هناك بدرجة اكبر على مدى العامين الأخيرين، وعلما بأن للجامعة العربية رصيد فى مخاطبة أوضاع المثقفين الفلسطينيين ويظل العائق الأكبر فى طريق تحقيق انجاز نوعى أم مفصلى فى هذا الصدد هو عدم توافر الموارد المالية اللازمة لدى الجامعة العربية.. ويهمنى تأكيد أن ما تقدم لا يعنى على الإطلاق تخلى الجامعة العربية وعلى رأسها أمين عام يولى اهتماما فائقا بقضايا الحركة الثقافية والفكرية والمعرفية فى الوطن العربى، خاصة انه ينتمى إلى دولة كانت على الدوام منارة للفكر ومركزا للإشعاع الثقافى..