قد تكون قضيتها من أغلى قضايا النصب والاحتيال على مستوى العالم وأمريكا، لكن المؤسف حقا ما ألحقته إليزابيث هولمز بسمعة رواد الأعمال بعد أن كانت أحد أفضل الأمثلة التى تطرح عندما يبدأ الحديث عن ريادة الأعمال ومنح شباب المبتكرين فرصة. فقضية هولمز التى تفجرت عام 2016 ينتظر أن يتم إصدار حكم بشأنها قريبا، ولكن أى حكم سيصدر لن يصلح الضرر الذى أحدثته «الجميلة المحتالة». قصة هولمز بدأت عند تخرجها من مرحلة الدراسة الثانوية عام 2003 خرجت للعالم كطالبة شابة نابغة لا ينقصها جمال ويزيد عليها كثير من الذكاء. وانضمت الشابة هولمز إلى جامعة ستانفورد، وواصلت هناك مسيرتها اللافتة والاستثنائية. ولكن فى عامها الثانى خرجت بمفاجأة على الجميع وأكدت انها ستغير مسار القطاع الطبى العالمي. أكدت الشابة أن لديها إمكانية لإعداد جهاز صغير سيكون له دور عبقرى فى تحقيق انقلاب بمجال التحليلات الطبية. فجهاز هولمز كما روجت له يمكنه، وبنقطة دماء واحدة، الكشف عن التاريخ الطبى الكامل للمريض بل وتحديد حالته الحاضرة بأدق التفاصيل وأكثرها صحة، والأهم أن التحليل الشامل الدقيق لن يستغرق سوى ثواني. وكالعادة جذبت هولمز الاهتمام وبعده الإعجاب ثم كان تبنى الفكرة من جانب أستاذها الجامعي، فأسست شركتها «ثيرانوس» وبدأت فى حشد الأموال من مختلف المستثمرين. وتوالت عليها الاستثمارات، ثم عقدت سلسلة من الاتفاقيات مع شركات طبية وصيداليات حول أمريكا، وكانت كل الاتفاقيات والاستثمارات ترتبط بشرط أساسي، أن لا يتدخل أحد فى أسرار شركتها أو طريقة إدارتها. وقد كان. فقد كان منطقها مقنع بالنسبة لهم، وهو الخوف من تسرب معلومات حول جهازها الوليد. وزادت مصدقيتها، بعد أن حققت هولمز عقود شراكة مع أكبر الشخصيات العامة فى أمريكا. أصبحت بطلة دائمة على أغلفة مجلات المال والأعمال، ووصلت قيمة شركتها حوالى 9 مليارات دولار، أما ثروتها الشخصية فبلغت 4 مليارات دولار. وظلت الأمور تسير من جيد إلى أفضل بالنسبة لهولمز حتى عام 2015. فى هذا العام تم نشر تقرير صحفى يتهم هولمز بالاحتيال. قاومت هولمز الاتهامات وحاولت دفع أى هجوم عنها، لكنها لم تصمد طويلا. فبنهاية 2018 تأكد للجميع أن الجهاز المعجزة فاشل وأن شركة هولمز تخسر من سنوات. وبعد سنوات من مصاحبتها الشهرة والأضواء، باتت القضايا التى تقدر بالعشرات رفيق أساسى لهولمز التى ينتظر أن يتم الحكم عليها قريبا بالسجن بتهمة الاحتيال.