ربما لا توجد نقيصة يدعو الإسلام إلى محاربتها أكبر من فضح الناس، وهتك عوراتهم، وأسرار بيوتهم!. وحتى القانون الوضعى فى جميع دول العالم وضع حدودا، وعقوبات تصل إلي الحبس والغرامة، إذا ما مس أحد أعراض الناس أو خدش سمعتهم، ولكن زاد عليها الدين الإسلامي، بأن شجع على ستر الذنوب، والخطايا، وفى الوقت نفسه توعد الله جل جلاله بفضح الفضاحين، ولو كانوا فى جوف بيوتهم؟!. ..ربما انهيار إحدى الفنانات الشابات، وهى تطلب الرحمة، بعد أن أفقدها فيديو لها مع أحد المخرجين المشهورين، أهلها، وعملها، وربما يتسبب فى فقدانها حياتها، هو ما دفعنى لكتابة هذه السطور، وربما من نشر الفيديو على يوتيوب من «الفضاحين»، الذى لم يجد من يردعه ،هو ما جعلنى أتساءل، أين القانون من هذا الشخص الذى نشر الفيديو؟!، وهو فيديو، يصورحياة شخصية، وداخل جدران بيت، ولم يكن فعلا فاضحا فى الطريق العام، حتى يمكن إخضاعه لعقوبات القانون؟!...لكن أكثر ما آلمنى وأشعرنى بالغثيان أن البعض، يخوضون فى الأعراض، ويأكلون جيف الفضائح، كما يتناولون إفطارهم اللذيذ؟!، وتقطر سمعة الضحايا من أفواههم دما، وهم يضحكون، ويتسلون، ويرقصون على جثث المنهارين، والباكين بفعل، كشف عوراتهم، وأسرارهم؟!.حتى التشهير بغير الأبرياء، يعد محرماً لكونه من باب الغيبة بدليل قول الله تعالى:«...وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ...» (الحجرات: 12). ما يحدث الآن فى المجتمع المصري، من نشر للفضائح، والتسريبات والمساهمة فى إشاعتها هو سبة فى جبين المجتمع كله!..فاتقوا الله، واعلموا أن من فضح عورات الناس، فضحه الله ولو كان فى جوف بيته، وهذا وعد الله فانتظروه. [email protected] لمزيد من مقالات أيمن المهدى