لا أحتفل بعيد ميلادى لأن رحيل العمر يحمل الشجن أكثر مما يحمل البهجة..إننا نطفئ الشموع فى أعياد الميلاد وإن كان الأفضل أن نوقد شموعا جديدة..ويجتمع يوم ميلادى مع عيد الحب بينهما يومان فى أحيان كثيرة انتظر ما لا يجيء وأحاول أن أجدد حديقة الأحلام بعد كل ما أصابها عبر سنوات من الغياب..أجمل الأشياء وأنت تودع عاما أن تكون قادرا على الحلم. إن الأحلام هى الأب الشرعى للحب وإذا غابت الأحلام انزوى الحب بعيدا وأصابته أمراض الملل والوحشة..إذا استطعت كل عام وأنت تودع عاما من عمرك أن تزرع حلما جديدا فى ساحة أيامك المتعبة فهذا انتصار كبير..إن أصعب الأشياء أن تتوارى أحلامك وأنت تجلس وحيدا تسترجع ما فات وتسأل نفسك هل أسرفت فى أحلامى أم اننى عشت زمنا بخيلا جحودا أجهض كل الأحلام.. فى شتاء هذا العام لا أدرى لماذا تسللت موجات الصقيع إلى جسدى هل هو العمر..هل هى قسوة الطبيعة إلا اننى شعرت لأول مرة فى حياتى بأن البرودة ليست حولى ولكننى رأيت الصقيع فى الوجوه وفى الأنفاس وفى الشوارع وبين الناس..إن البرد يأتينا من القلوب المتعبة لا تتصور أن الجو هو الذى تغير وحده إننا تغيرنا وأصبحت تلال الثلوج داخلنا أنت تعيش فى زمن مزيف قتل أجمل ما فيه وهى الإنسانية وتحول إلى غابة واسعة يأكل بعضها بعضا ورغم هذا سوف تجد حشودا من البشر يشترون الهدايا والورود رغم أن الورود نفسها تمارس الكذب على الناس إنها بلا رائحة..إنها ألوان تبدو كالفراشات من بعيد لكنها بلا نبض أو إحساس.. إذا كنت مثلى تريد أن تحتفل بعيد ميلادك على طريقتك فحاول أن تتحدث مع أناس أحببتهم يوما وتسأل عن أخبارهم ربما تجد منهم المريض أو المسافر أو من يعانى وحشة الأيام مثلك لا تتحدث عن هذه الوجوه التى تحولت إلى أشباح ولا تذكر من باعك ومن خذلك ومن أساء إليك..اسمع أغنية جميلة حملت لك ذكري..وافتح شباك نافذتك سوف ترى سماء صافية وشمسا ساطعة وتذكر دائما أن الحظ إذا خانك فى أشياء فقد أنصفك فى احلام أخري.. كل عيد حب وأنت طيب.