«باريس وحدها أحق بروما، وروما وحدها أحق بباريس».. مقولة شائعة منذ القدم فى فرنساوإيطاليا، فهذان البلدان المتجاوران بينهما ما يجمعهما من تاريخ وعراقة وجمال ودمج بين الماضى والحاضر أكثر بكثير مما يفرقهما. ولكن الواقع يقول عكس ذلك. فبالرغم من أن الأباطرة الفرنسيين نابليون الأول والثالث لعبا دورا بارزا فى تأسيس ودعم الجمهورية الإيطالية، وبالرغم من أن تاريخهما المشترك والحدود الطويلة بينهما أوجدت نوعا من التوأمة بينهما، إلا أن روح التنافس اشتعلت بينهما بسبب الأطماع الاستعمارية للسيطرة على تونس ودول شمال إفريقيا فى القرن ال19. ربما كان الانتصار حليف فرنسا على الصعيد الاستعمارى، ولكن الصراع لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تمكنت إيطاليا من غزو الجنوب الفرنسى والسيطرة على أجزاء منه فى 1940، عقب هزيمة فرنسا على يد ألمانيا، ولكنها سرعان ما خرجت بعد توقيع هدنة بين الجانبين فى 1943. ويبدو أن رياح الربيع العربى العاصفة أحيت الأطماع الاستعمارية لدى كل من فرنساوإيطاليا، ليتجدد الصراع للسيطرة على ليبيا. وصاحب هذا الصراع الخارجي، معارك دبلوماسية واستثمارية عنيفة فى الداخل، خاصة فى الوقت الذى تعانى فيه إيطاليا من أزمات مالية طاحنة. ولكن تحالف حركة «السترات الصفراء» فى فرنسا مع اليمين المتطرف، الذى يسيطر على الحكم فى إيطاليا، فتح أبوابا جديدة من المعارك الدبلوماسية بين باريسوروما. وهى المعركة التى ستمتد لتشعل انتخابات البرلمان الأوروبي. فى هذا الملف سنستعرض أوجه الصراع الأبدى بين فرنساوإيطاليا، خاصة أن شراكتهما فى الاتحاد الأوروبى أو حلف الأطلنطى «الناتو» وغيرهما من المؤسسات الدولية لم تفلح فى تهدئة المنافسة المشتعلة منذ مئات السنين...
- «تحالف» اليمين المتطرف أكثر من مجرد «سترات» http://www.ahram.org.eg/NewsQ/695943.aspx