وسط حفاوة وترحيب كبيرين استقبل قادة الاتحاد الإفريقى رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى بمزيد من الأمل والطموح فى تحقيق أجندة الاتحاد والتغلب على التحديات التى تواجه القارة منذ أمد بعيد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجرت «الأهرام» حوارا مع رئيس البرلمان الإفريقى روجيه ندودانج الذى يقود البرلمان فى دورته الثانية ومنذ عام 2015 للتعرف على رؤيته حول سبل تحقيق أجندة البرلمان الإفريقى تحت قيادة الرئيس السيسى ونظرته لمختلف الملفات والتحديات التى تواجه القارة: رئيس البرلمان الإفريقى مع مندوب الأهرام فى البداية نود أن نتعرف على أهم الإنجازات التى حققها البرلمان الإفريقى تحت قيادتك؟ أقود البرلمان فى دورتى الثانية ونحقق نجاحا كبيرا، ونركز حاليا على تسريع اعتماد بروتوكول مالابو المتعلق بتعديلات بروتوكول محكمة العدل الإفريقية وحقوق الإنسان الذى تم توقيعه فى 2014 والذى يحتاج موافقة 28 دولة وحتى الآن حصلنا على موافقة 11 دولة وهو ما يمثل مشكلة كبيرة لنا، ونعمل على دفع هذه الأجندة خلال العام الحالى، ومنذ تولى رئيس رواندا بول كاجامى رئاسة الاتحاد بدأنا فى تحقيق الكثير من الإنجازات داخل البرلمان الإفريقي، وأعتقد أن العام الحالى الذى تولى فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الاتحاد خلال الدورة الثانية والثلاثين سيكون عام الفرص الحقيقية لتحقيق الإصلاحات المطلوبة. وأود أن أوضح أن الرئيس السيسى رئيس قوى للغاية وقدم دعما كبيرا للبرلمان الإفريقى لتحقيق الإصلاحات المطلوبة للبرلمان الإفريقى خلال رئاسة الرئيس بول كاجامي، ولديه عزيمة كبيرة على مواجهة التحديات التى تواجه القارة خاصة خبرته الكبيرة فى مواجهة الملف الأكثر أهمية الذى يواجه القارة فى هذه اللحظة وهو ملف مكافحة الإرهاب، كما أن لديه عزيمة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة. دول القارة تواجه تحديات كبيرة وكثيرة.. هل ترى أن عاما واحدا هو مدة تولى مصر رئاسة الاتحاد كاف للتغلب على هذه التحديات؟ أعرف الرئيس السيسى جيدا، إنه رجل المواقف وأتوقع أن يحقق الكثير خلال عام، فقد استطاع خلال فترة قصيرة من توليه الحكم فى مصر أن يواجه العديد من الملفات والتحرك بالدولة المصرية إلى الأمام بشكل والتغلب على العديد من التحديات التى تواجه مصر منذ فترة طويلة. ما هى الملفات التى ترى لها أولوية كبيرة يجب التركيز عليها؟ أعتقد بأن من أهم الملفات التى تحتل الأولوية حاليا دفع الإصلاحات فى الاتحاد الإفريقى باعتباره أحد أهم التحديات التى تواجه المنظمة، وثانيا دفع الإصلاحات فى البرلمان الإفريقى الذى يحتاج هيئة تشريعية قوية، ونحتاج إلى وضع دول القارة الإفريقية فى منافسة قوية مع دول العالم، وسأعمل خلال الفترة المقبلة عن قرب مع الرئيس السيسى لدفع أجندة الاتحاد وتحقيق تقدم ملموس فى مختلف الملفات، ومن المقرر أن أقوم خلال الفترة المقبلة بزيارة مصر لعقد لقاء مع الرئيس السيسى لاستعراض سبل التعاون وما يمكن القيام به لدفع أجندة الاتحاد، وأتوقع أن نعمل عن قرب لوضع مشروعات قوانين لمكافحة الإرهاب والتجارة الحرة والعديد من الملفات الأخرى التى يمكن تحقيق تقدم ملموس بها على المدى القريب. كما تعلم أن مصر تم تجميد عضويتها فى الاتحاد الإفريقى عام 2013، واليوم بعد 6 سنوات أصبحت مصر رئيس الاتحاد الإفريقي، كيف ترى هذه الخطوة؟ الرئيس السيسى استطاع تغيير الأوضاع فى مصر وباتت لديها قيادة قوية تمتلك رؤية واضحة فيما يتعلق بالتحديات التى تواجه القارة، فبعد 5 سنوات استطاع الرئيس السيسى تغيير الأوضاع فى مصر، وهى الخبرات التى تحتاجها منظمة الاتحاد الإفريقى للتغلب على العديد من التحديات التى تواجه القادرة، فهو قائد ذكى وماهر وقوي، واليوم نحتاج إلى خبرته والخطوات التى تحركت بها مصر إلى الأمام. كيف تنظر دول القارة إلى مصر حاليا؟ دول القارة تنظر لمصر طوال الوقت كدولة قائدة لديها العديد من المقومات التى تمكنها من قيادة القارة، بالإضافة إلى كونها دولة مؤثرة فى العديد من القرارات المتعلقة بالقارة والمنطقة، فمصر تستحق عن جدارة رئاسة الاتحاد الإفريقى والتحرك بهذه المنظمة للأمام. فى اعتقادك ما هو مدى استعداد دول القارة لمساعدة رئيس الاتحاد الإفريقى فى تحقيق أجندة المنظمة؟ من خلال خبرتى على مدار سنوات طويلة مضت، أود أن أؤكد أن كل دول القارة الأعضاء على أهبة الاستعداد لمساعدة الرئيس السيسى فى تنفيذ رؤيته المتعلقة بالاتحاد، ولا توجد دولة فى المنظمة ترغب فى عدم مساعدة ودعم مصر كرئيسة للاتحاد، فنحن نحتاج للاتحاد معا والتحرك للأمام، وهو الأمر الذى أثق فى أن الرئيس السيسى سيستطيع تحقيقه. الرئيس السيسى طالب المؤسسات الدولية بالدخول إلى السوق الإفريقية وتغيير معايير وشروط دخولها إلى هذه السوق، فى رأيك كيف ستساعد دول المنظمة مصر فى تحقيق هذا الأمر؟ كل دولة فى القارة ترغب فى التغيير للأفضل ونحن نحتاج للتغيير الآن والرئيس السيسى هو من سيقوم بهذا التغيير، لأنه «رجل فعل»، فقارة إفريقيا حتى هذه اللحظة لديها ثروة هائلة من المواد الخام والتى تحتاج إلى استثمارات مباشرة وسريعة وبشروط مناسبة من شركات لا تستغل هذه المواد الخام لمصلحتها ولكن لمصلحة الدول الإفريقية التى تستثمر بها، وهو تحد كبير، ودول القارة لديها أمل كبير فى أن يكون التغيير على يد الرئيس السيسى من خلال خبرته الكبيرة فى مواجهة العديد من التحديات التى واجهتها مصر على مدار السنوات الماضية ومن بينها ملف مكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى وإعادة صياغة بنية تحتية قوية للدولة. كما تعلم أن مصر تعمل مع تنزانيا على بناء محطة طاقة كهرومائية ضخمة .. كيف ترى صيغة التعاون بين مصر ودول القارة من خلال إمدادها بالتكنولوجيا اللازمة لتطوير البنية التحتية؟ إذا تعاونت دول القارة مع بعضها البعض وقامت الدول التى لديها تكنولوجيا قوية مثل مصر بإمداد مختلف دول القارة بهذه التكنولوجيا، أعتقد أن القارة سيكون لها مستقبل أفضل مما نطمح فيه حاليا. ما هى وجهة نظرك حول ملف سد النهضة، وما هى أفضل الحلول التى يمكن التوصل إليها حول هذا الملف؟ أعتقد أن الحوار بين مصر وإثيوبيا هو أفضل السبل لحل هذه القضية، فدول القارة لن تدخل فى حروب مع بعضها البعض، كل قضية يمكن حلها من خلال الحوار للتوصل إلى أفضل الحلول التى ترضى مصالح كل دولة.