بعض الناس يحب ماضيه أكثر والبعض الآخر يرسم صورة مستقبل أجمل ويبقى الحاضر إحساسا غامضا لا تستطيع أن تحدد موقفك فيه .. أما أننا نحن للماضى ربما لأن سنوات العمر كانت أجمل. إن الماضى فيه الشباب وفى الشباب القوة وفى الماضى اكبر رصيد من الأحلام .. والحب فى الشباب يختلف عن كل سنوات العمر وحين تجتمع القوة مع الأحلام مع الحب يمتلك الإنسان كل شىء .. إن الصحة هى الجواد الجامح الذى يحمل شبابنا إلى آفاق من الجمال والإبداع والتفوق .. والحب فى شبابنا يختلف تماما عن كل مشاعر الحب الأخرى التى قد تجئ فى الزمن الخطأ.. أجمل الأشياء تلك التى تأتى فى زمانها .. وفى الماضى تتزاحم مسيرة الأحلام وتجد أمامك عالما فسيحا لا تستطيع أن تحصر ما فيه من أحلامك .. وليس من الضرورى أن يكون الحلم مالا أو منصبا أو حبا يزلزل وجدانك ولكن الحلم أحيانا يمنحنا الهدوء والسكينة ويشعر الإنسان بقدر من الاطمئنان يمنحه الدفء مع البهجة .. إن السعادة ليست فى المناصب وإن كانت هناك فصائل من البشر تركع أمام كل منصب وتستسلم أمام لغة الكراسى ولكن المال أحيانا لا يدوم والمناصب كلها إلى زوال .. أما صورة المستقبل فنحن لا نملك منها شيئا غير ما حملنا من الماضى من الحب والصحة والأحلام .. لا أحد يضمن مع سنوات العمر أن يبقى قويا أو يبقى محبا أو يبقى حالما إن أجمل ما فى هذه الثلاثية إنها ثروة الشباب أى رصيد الماضى ومع الأيام يمكن أن تتساقط منها بعض الأوراق وتحيط بها أشجان الخريف .. يبقى الحاضر وهو شئ غامض فقد تحلم فيه وتعاندك الأحلام وقد تحب فيه ويفقد الحب نشوته وقد يتراجع منك رصيد القوة والشباب وتضع رأسك على ساحات الانتظار تتمنى صحوة لشباب لا يعود وأحلام سافرت وحب عنيد يختار مواعيد سفره ورحيله.. ولا يبقى منه سوى الانتظار.. إننا عادة نحن إلى الماضى لأنه أطول ساعات الانتظار ولأنه عادة يخطئ العنوان. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة