لم يحصل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مرة جديدة على موقعه المتقدم فى التصنيف السنوى لعام 2018 الصادر عن جامعة بنسلفانيا (59 فى القائمة العالمية الأوسع) من فراغ. فقد ظل فى صدارة مراكز الأبحاث العربية منذ أن بلور نهجه فى العمل، وطور أدواته البحثية، فى منتصف سبعينيات القرن الماضي، بُعيد تأسيسه رسميا عام 1972، وبعد سنوات على إنشاء نواته الأولى (مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية) عام 1968. كان هذا المركز عند تأسيسه هو الأول من نوعه فى العالم العربى الذى لم يعرف قبله مراكز أبحاث استراتيجية بالمعنى المعروف فى العالم. ومازالت مراكز الأبحاث العربية التى يمكن اعتبارها استراتيجية بدرجة أو بأخرى قليلة للغاية، رغم كثرة عدد المراكز التى تعمل فى مجال البحث السياسى والاقتصادي، وتكاثرها فى السنوات الأخيرة. فقد قام مركز الأهرام بالدور الرئيسى فى وضع أسس البحث العلمى الاستراتيجى بالمعنى الحديث فى مصر، والعالم العربي. بدأ متخصصا فى دراسة القضايا المتعلقة بالصراع العربي-الإسرائيلى فى لحظة طغت فيها هذه القضايا على ما عداها من اهتمامات فى منطقتنا. وأسهم فى تكوين المعرفة العلمية التى كانت غائبة فيما يتعلق بهذه القضايا. ولكن لم تمض سنوات قليلة حتى توسعت اهتماماته البحثية، التى لم تقف عند حد، وازداد دوره فى البحث العلمى ونشر المعرفة. بإمكانات محدودة للغاية، باستثناء بعض الفترات ظل مركز الأهرام للدراسات يؤدى دوره البحثى والعلمي، ويسهم فى طرح بدائل وخيارات سياسية فى كثير من القضايا، وتقديم رؤى وأفكار فى محطات مفصلية مثل أزمة الغزو العراقى للكويت وغيرها. كما بقى خبراؤه وباحثوه مطلوبين لكتابة أوراق وأبحاث, والمشاركة فى مؤتمرات وندوات فى مصر والعالم وهكذا، فرغم أن أداء المركز تفاوت من مرحلة إلى أخري، ولم يكن بالقوة نفسها على مدى تاريخه، فقد ظل محتفظا بحضوره المميز على المستويين العربى والدولى فى مختلف المراحل، وموقعه المتقدم بين مراكز الأبحاث الكبيرة فى العالم. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد