قال أبو الحسن بنى صدر أول رئيس لإيران، بعد سقوط الشاه رضا بهلوي، إن الخمينى خان مبادئ الثورة الإسلامية بعد وصوله للسلطة فى البلاد، تاركا شعورا بالمرارة الشديدة لبعض من عادوا منتصرين معه إلى طهران. ويعتبر بنى صدر،أحد معارضى الحكم الدينى فى طهران منذ أن تم عزله من منصبه وهرب إلى الخارج عام 1981، وقال فى مقابلة بمنزله فى فرساى خارج باريس، حيث يعيش منذ عزله أنه «قبل 40 عاما كان فى باريس مقتنعا بأن الثورة الإسلامية لزعيم دينى ستمهد الطريق للديمقراطية وحقوق الإنسان بعد حكم الشاه»، وأضاف «عندما كنا فى فرنسا تبنى الخمينى كل ما قلناه له ثم أعلن أنه فى حكم آيات القرآن دون أى تردد، وكنا على يقين أن هذا التزام قاطع من زعيم ديني، وأن كل هذه المبادئ ستتحقق لأول مرة فى تاريخنا». وأضاف أن «الخمينى عندما كان فى فرنسا كان مؤيدا للحرية، لم يتغير إلا عندما هبط من درجات سلم الطائرة فى إيران... تمكن رجال الدين منه ورسموا له مصيرا جديدا هو الديكتاتورية التى نراها اليوم». وروى بنى صدر كيف ذهب لمقابلة الخمينى الذى أصبح معروفا بلقب «الزعيم الأعلي» فى مدينة قم بعد بضعة أشهر من العودة من فرنسا ليشكو إليه ضغوط السلطات الدينية من أجل إجبار النساء على ارتداء النقاب، وقال له إن ذلك تعارض مع الوعود التى قطعها فى باريس، مؤكدا أن من حق النساء الاختيار، وكيف أن الخمينى قال له «إن الأمور التى ذكرها فى فرنسا كانت ملائمة لكنه ليس ملزما بكل ما نطق به هناك، وإنه سيقول العكس لو شعر أن ذلك ضروري». وأضاف بنى صدر «كانت تلك لحظة مريرة جدا جدا». وعلى صعيد آخر، أكد رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق آملى لاريجاني، أن بلاده لن تقبل «الشروط المهينة» التى حددها الاتحاد الأوروبى للتجارة معها بهدف تفادى العقوبات الأمريكية عليها دون استخدام الدولار.ونقلت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية للأنباء عن لاريجانى قوله: «بعد تسعة أشهر من المماطلة والتفاوض، أنشأ الأوروبيون آلية محدودة.. للغذاء والدواء فقط»، وأضاف «لن تقبل إيران أبدا هذه الشروط الغريبة، والمهينة الخاصة بالانضمام إلى الآلية التجارية والمفاوضات بشأن برنامجها الصاروخي». وفتحت فرنسا وألمانيا وبريطانيا قناة جديدة للتجارة مع إيران، دون استخدام الدولار للالتفاف على العقوبات الأمريكية على طهران.