رغم ماعليها من تحفظات وجدل حول مضمونها جاءت حملة خليها تعنس والرد عليها بحملة خليك فى حضن أمك وقبلها حملة خليها تصدى، لتؤكد من جديد أن تأثير شبكات التواصل الاجتماعى مازال مستمراً وأنها لم تفقد دورها بعد، وأن هناك شباباً يستطيعون استخدامها فى تشكيل رأى عام إيجابياً كان أو سلبياً. هؤلاء الشباب استطاعوا أن يروجوا لأفكار تؤثر فى مجتمعنا وعقول شبابه وتسببوا فى أحداث كبيرة، مثل ماجرى فى 25يناير، ثم فى عهد الإخوان وبعدها فى 30 يونيو، وكلها أحداث جسام كان لوسائل التواصل فيها دور بارزً، ورغم محاولة تقليص هذا الدور بالقانون فإن الحديث عن القضاء على دور هذه الشبكة العنكبوتية هو وهم كبير، لأنها شبكة تجدد نفسها بنفسها، ومواجهة سلبياتها لاتكون بمحاولات المنع، ولكن بمدى قدرتنا على تعظيم الجوانب الإيجابية فيها، وهذا ثبت فى الحملة الأخيرة ضد فيروس (سى) التى جاءت نموذجاً واضحاً لما يمكن أن تحققه وسائل التواصل الاجتماعى، وبوعى من الدولة للناس خاصة عندما يمس الأمر مصالحهم وصحتهم وحياتهم فتكون الاستجابة كبيرة لها. نعرف أن التوسع فى استخدام شبكات التواصل كانت له آثار مجتمعية سلبية لدينا ولكن آن الأوان أن نتعامل معها بوعى للاستفادة منها لصالح المجتمع. ويمكننا الاستفادة من الانترنت بأفكار تنويرية ولتنمية الوعى بقضايانا المُلحة والانتصار للقيم والمبادئ السامية واستعادة مكانتنا الثقافية والإبداعية بدلاً من ترك المجال للعابثين بعقول شبابنا وبناتنا ثم نلوم عليهم!. إن شبكة الفيس بوك وتويتر يمكن أن تكونا سلاحين لنا لا علينا فهل نحن قادرون على تحقيق هذا بوعى، وأن نجدد أفكارنا تجاههما بدلاً من أن توصم هذه الشبكات هى الأخرى بالعنوسة؟!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى