فى زيارة كريمة لمكتبى بالأهرام أهدانى الأستاذ أمجد صادق نجل الفريق أول محمد أحمد صادق كتاب «سنوات فى قلب الصراع» عن شهادة والده، الذى شرفت بالعمل ملحقا بمكتبه أثناء أدائى للخدمة العسكرية عندما كان مديرا للمخابرات الحربية فى أشرس سنوات الصراع العسكرى مع إسرائيل. إن هذه الوثيقة التاريخية كانت أهم وصية تركها الفريق صادق لأبنائه، وهى عبارة عن مذكراته حيث أوصاهم بنشرها داخل مصر فى الوقت المناسب إذا لم تتح له فرصة نشرها حال حياته، وحسنا فعلت الأسرة بالتزامها بعدم نشر المذكرات خارج مصر إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو 2013 وحظيت الأسرة بلقاء المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى مارس 2014، حيث جرى تكريم الفريق صادق وهو التكريم الأول له منذ إحالته للتقاعد عام 1972. وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما ورد فى هذه المذكرات التى صاغها الزميل الأستاذ عبده مباشر فإن المذكرات تدحض كل ما قيل عن أن الفريق صادق لم يكن متحمسا لشن الحرب ضد إسرائيل، وذلك استنادا إلى شهادة تاريخية وردت فى حديث الرئيس الأسبق مبارك للأستاذ مكرم محمد أحمد فى مجلة المصور عام 2001 عن حقيقة ما حدث فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 24 أكتوبر 1972 قبل إقالة الفريق صادق بيومين، حيث أكد مبارك أن صادق كان فقط يبدى القلق بشأن عدم اكتمال إمدادات السلاح اللازمة لنجاح العبور. والحقيقة أن الفريق صادق الذى كان بطلا عند السادات فى أحداث مايو 1971 هو ذاته الفريق صادق الذى أصبح متخاذلا فى نظر السادات عام 1972، وتلك للأسف الشديد هى لعنة السياسة وحساباتها المعقدة، فقد عرف المصريون الفريق صادق بطلا جسورا ويكفيه دوره بعد نكسة يونيو 1967فى إنشاء مجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعى وتخطيطه لضرب إسرائيل فى العمق بالهجوم على ميناء إيلات الإسرائيلى مرتين خلال حرب الاستنزاف التى كان هو أحد أبطالها بمثل ما أصبح السادات بطلا ورمزا لنصر أكتوبر 1973. خير الكلام: من قويت بصيرته من فهم الأشياء ازدادت حكمته! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله