واصل الدولار هبوطه العنيف بالبنوك وشركات الصرافة لليوم الثانى على التوالي، وانخفض بنحو 9 قروش فى عدد من البنوك ، لتتراوح أسعاره بين 17.56 جنيه و17.65 جنيه للشراء و17.66 جنيه و17.75 جنيه للبيع، ليفقد الدولار أكثر من 22 قرشا أمام الجنيه خلال اليومين الماضيين، وسط توقعات بمزيد من التراجع خلال الأيام القادمة. وفى جولة للأهرام بعدد من البنوك، تبين هبوط الدولار تحت مستوى 17.60 جنيه للشراء فى نحو 22 بنكا، فيما سجل ما بين 17.61 جنيه و17.65 جنيه فى 8 بنوك، فى مؤشر لاهتزاز عرش الدولار لأول مرة منذ فبراير 2017. وجاء الانخفاض فى أعقاب تصريحات طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى مؤخرا ، حول التزام «المركزي» بضمان وجود سوق صرف حر خاضع لقوى العرض والطلب. وقال هشام عكاشة رئيس البنك الأهلى المصرى ل الأهرام: أن تراجع الدولار جاء لعدة أسباب أهمها عودة المستثمرين الأجانب للسوق بعد انتهاء أجازات آخر العام، وإعادة توزيع محافظهم بعد جنى أرباح 2018، لتعويض خسائرهم من أسواق ناشئةأخرى خلال عام 2018 ، مثل تركيا والأرجنتين، مشيرا إلى أن وتيرة عودتهم للسوق المصرية جاءت بمبالغ فاقت متوسطاتها السابقة ، وذلك لثقتهم فى استقرار السوق المصرية وآليات السياسة النقدية . كما ساهمت إشادة رئيسة صندوق النقد الدولى ببرنامج الإصلاح الاقتصادى المصري، فى إعطاء ثقة للمستثمرين الأجانب لما تضمنته من خطوات جادة من الدول، مشيرا إلى أن البنك الأهلى شهد تدفق موارد من النقد الأجنبى بلغت أكثر من مليار دولار منذ بداية شهر يناير الحالي، بالإضافة الى الموارد التى تحصلت عليها البنوك الأخري، مما أسهم فى تحقيق وفر فى العملة الأجنبية بالسوق، وبالتالى زيادة عمليات بيع الدولار فى السوق، وهو ما أدى لتراجعه خلال اليومين الماضيين. ومن جانبه قال محمد الأبيض رئيس شعبة شركات الصرافة باتحاد الغرف التجارية، إن هذا التراجع بداية لاهتزاز عرش الدولار أمام الجنيه المصري، لأول مرة منذ أكثر من عام، موضحا أن كل المقومات على الساحة الاقتصادية ترجح مزيدا من الانخفاض للدولارخلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن هذا التراجع طبيعى جدا فى ظل وجود احتياطى قوى وصل لأعلى مستوى فى تاريخه، بخلاف عدة عومل أخرى منها قيام البنوك بتلبية جميع احتياجات العملاء لتمويل عمليات الاستيراد. أضاف أن من بين العوامل أيضا إجازات المصانع الصينية وعزوف المستهلكين عن الكثير من السلع التى ارتفعت أسعارها بشكل مبالغ فيه، وظهور دعوات للمقاطعة لبعض المنتجات، وهو ما أثر على حركة استيراده ، وبالتالى تراجع الطلب على الدولار، ومن ثم انخفاض أسعاره فى ظل وفرة المعروض منه. وأكد أن هذا التراجع سيتبعه تراجع فى أسعار الكثير من السلع والخدمات فى الفترة القادمة، وقال إن التراجع أمر جيد وسيكون له مردود كبير على الأسواق قريبا.