فيما يزيد على ألف صفحة من القطع المتوسط أصدر الزميل مصطفى بكرى كتابين متلازمين تحت عنوان «الدولة والفوضي» وقد حمل الكتاب الأول مسمى «المرحلة الانتقالية» وحمل الكتاب الثانى مسمى «زمن الإخوان». والحقيقة أن كتاب الدولة والفوضى بجزئيه المتلازمين يمثل توثيقا لكل ما جرى فى تلك السنوات العجاف استنادا إلى وقائع وأحداث عاشها المؤلف وسجلها من خلال شهادات الذين أداروا دفة هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي. وحسنا فعل مصطفى بكرى باختيار عنوان «الدولة والفوضي» لأن كل ما جرى من أحداث وما تضمنه الجزء الأول والجزء الثانى من وقائع يؤكد أن مصر كانت تواجه خطرا حقيقيا يتجاوز حدود إسقاط الدولة كنظام حكم ويمتد إلى التخريب والتفكيك وطمس الهوية واختطاف روح الوسطية التى حفظت لهذه البلاد وحدتها الوطنية وتجانسها الاجتماعي. ولولا أن مصطفى بكرى استشهد بوقائع معلومة يصعب التشكيك فى حدوثها خصوصا أنه كان فى القلب منها - بصرف النظر عن تساؤلات البعض عن ملابسات مشاركته فى هذه الأحداث بما يتجاوز دور الصحفى – لكان بالإمكان القول بأن المؤلف يعبر فى هذه المطبوعات عن انطباعات شخصية ولكن الحقيقة أنه نسب كل الأحداث إلى أطرافها الحقيقيين وأغلبهم والحمد لله مازال على قيد الحياة.. وتلك إيجابية لا يمكن المرور عليها دون إشارة! ولأنه من الصعب اختيار حدث بعينه دون بقية الأحداث التى شهدتها السنوات العجاف فإن بمقدورى أن أقول: إن ما تضمنه كتاب «الدولة والفوضي» حول صبر القوات المسلحة وسعة صدرها ونجاحها فى تفادى محاولات جرها لصدام تحت ضغط الاستفزاز والوقاحة التى وصلت إلى قبة البرلمان يمثل شهادة تاريخية للمؤسسة العسكرية المصرية التى أدارت المرحلة الانتقالية الصعبة بذكاء مدهش بلغ ذروته فى الاستجابة لمطالب ملايين المصريين فى 30 يونيو وصعود السيسى كبطل منقذ على منصة 3 يوليو 2013. خير الكلام: كلما اشتدت أزمات الحياة ازداد البشر حكمة وكياسة! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله