فى زحام شارع رمسيس، ووسط مشهد لا يخلو من كل تفاصيل الحياة العصرية، تقع عيناك على مبنى قديم ما ان تعبر بواباته الحديدية الكبيرة حتى تسافر عبر الزمن لتعود الى ايام الملك فؤاد الذى أنشأ معهد الموسيقى العربية، ففى 26 ديسمبر 1929 افتتح «معهد الموسيقى الشرقية» بحضور الملك فؤاد الاول، وكانت مهمته الاهتمام بالاصوات الجميلة وتثقيفها وتعليمها. يقول محمود عفيفى مدير المعهد أن هذا المعهد به مسرحا يضم مقصورتان ملكيتان، ويحتوى سقفه على نقوش وزخارف وكتابات مبهرة، ويتبع دار الأوبرا المصرية، وتقدم عليه حفلات الموسيقى العربية، كما يضم متحفا للآلات الموسيقية النادرة تركتها الفرق من مختلف دول العالم عقب مشاركتها فى حفل افتتاحه، ومن أهم الآلات التى يضمها اوركسترا الآلات الصينية، مثل النقرازانات وآلات السنطور والفيولا والبانجو والباندير، والصاجات والمزمار البلدى والارغول والناى والاكسلفون والبوق، بالإضافة الى الآلات العلمية، ومنها آلة لضبط اصوات السلم الموسيقي، و«صونو متر» لقياس الاصوات، واسطوانات شمع كبيرة وصغيرة، والة نفخ صينية تسمى «شيج او كنج» يتم عرضها لأول مرة فى المعهد. ويضم أيضا متحف موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، حيث عرضت زوجته نهلة القدسى على وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى فكرة إقامة متحف له داخل المعهد ،باعتباره اول من غنى على مسرحه «الليل لما خلي»، التى ألفها أمير الشعراء احمد شوقى خصيصا بمناسبة افتتاح المعهد، وكان عبد الوهاب وقتها طالبا به. ويعرض المتحف افيشات أفلام عبدالوهاب والنياشين والجوائز التى حصل عليها من مختلف دول العالم، والاسطوانة البلاتينية التى حصل عليها من شركة «EMI» البريطانية ،كأول فنان عربى وثالث شخصية عالمية عام 1978 بحضور الرئيس السادات. كما يضم متعلقاته الشخصية «النظارة، الساعة، والمصحف، والراديو والميكروفون الاذاعى الخاص به، وتليفونه الخاص والبيانو»، وكذلك بدلته العسكرية التى ارتداها حين قاد فرقة الموسيقى العسكرية، وكذلك المدنية وعلى الحائط تعلق نتيجة بيوم وفاته «3 مايو 1991».