لا أحد يعرف عدد الأطباء فى مصر ولا توجد أرقام رسمية لدى مؤسسات الدولة بالرقم الصحيح ولكن هناك من يقدر العدد بحوالى 100 ألف طبيب.. إن هذا الرقم يعنى أن لدينا طبيبا واحدا لكل 800 مواطن رغم أن المعدل العالمى هو طبيب لكل 350 مواطن وقد ارتفعت شكاوى الاطباء من خلال نقابتهم ووعدت وزارة الصحة بالنظر فى قضية الأجور والعلاج لأنه لا يعقل أن يموت الطبيب لأنه لا يحصل على العلاج المناسب كما أن المرتبات الهزيلة التى يحصل عليها الأطباء لا تكفى لمواجهة ظروف الحياة.. إن مرتب الطبيب يزيد قليلا على مبلغ الألف جنيه أى أقل من 70 دولارا فى حين أن سعر لاعب الكرة فى مصر الآن يزيد على 100 مليون جنيه فى بعض الحالات.. إن فى مصر الآن أكثر من 1800 قرية بلا طبيب وهناك 450 وحدة صحية ريفية تعانى عدم وجود أطباء.. إن هذه الظروف السيئة التى يعانيها الطبيب المصرى جعلت أعدادا كبيرة منهم تختار الهجرة طريقا للهروب من هذا الواقع المؤلم حتى إن عدد الأطباء المصريين فى السعودية وصل إلى 70 ألفا بينما يوجد فى كندا واستراليا أعداد تتراوح بين 20 الفا و25 الف طبيب وهؤلاء اختاروا الهجرة الدائمة.. إن القضية تزداد صعوبة أمام مستوى الأجور والرواتب التى يحصل عليها الأطباء كما أن عدد الخريجين من كليات الطب يتراجع كل عام رغم وجود الجامعات الخاصة وهى لا توفر المستوى العلمى المناسب للخريجين أمام مستوى الطلاب والأساتذة فى وقت واحد إن البعض يرى أن هناك ضرورة ملحة لرفع مرتبات الأطباء العاملين فى مستشفيات وزارة الصحة كما أن قضية بدلات العدوى يجب أن تجد طريقها للتنفيذ.. حين يشاهد الطبيب بعد التعب والدراسة والمجموع أن راتبه لا يساوى اى وظيفة أخرى وأن هناك أعمالاً لا يعانى أصحابها ما يعانيه الأطباء فإنه يبحث عن بلد يهاجر فيه أو مستشفى خاص يكون أكثر أمانا لمستقبله..ولهذا لابد من البحث عن حل لأطباء مصر حتى لا نجد مستشفياتنا فى يوم من الأيام بلا أطباء.. أنقذوا مهنة الطب فى مصر فقد كانت يوما من اعرق مدارس الطب فى العالم. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة