ازدادت فى الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار المشردين والمتسولين بالشوارع، سواء فى القاهرة أو بالمحافظات، وقد ازدادت تلك الظاهرة بالطبع مع التغيرات الصعبة التى أصابت المجتمع من جحود الأبناء على الآباء وأيضا زيادة نسبة الطلاق، مما ينتج عنه تشرد الأطفال ومنهم من يلقى بنفسه فى الشارع الذى يجد فيه ملجأه. كل هذه الحالات التى أشاهدها دائما كانت تؤلمنى نفسيا، وآخر مشهد من هذه المأساة جعلنى اكتب عنه تدوينة على موقع "فيس بوك" منذ حوالى شهرين استغثت خلالها بالناس عن "سيدة مسنة" كانت تسير فى الشارع حافية القدمين وتحمل على رأسها عدة كراتين لتفترشها على رصيف شارع رمسيس بجوار مبنى اتحاد العمال، مما جعلنى أقول إن التعاطف وحده ليس حلا، وعلينا أن نفعل شئيا لهم على أرض الواقع، وكانت أمنيتى وحلمى وقتها أن تتجه الدولة نحو هؤلاء وتفعل لهم شيئا وذلك عن طريق وزارة التضامن، وناشدت عبر "الفيس بوك" الوزارة والناس بالبحث عن المشردين وتقديم الرعاية اللازمة لهم، وأبديت استعدادى للمساعدة بأى شكل، ولكننى للأسف لم أجد تفاعلا مع هذا النداء، مما أصابنى بالإحباط وقلت لنفسى "مافيش فايدة"، حتى الجهات المسئولة لن تهتم إذا أرسلت لها شكوتى. ولكن يشاء القدر أن يقسو الجو على هؤلاء خلال الأسبوع الماضى ويتوفى طفل وسيدة مسنة مشردين نتيجة البرد الشديد، ما جعل الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسي يستجيب لهذه الحالات ويوجه وزارة التضامن من خلال مبادرة "حياة كريمة" لعمل فرق إنقاذ تجوب الشوارع للبحث عن الغائبين والمفقودين والمشردين لنشر أتوبيسات مجهزة لهذه الشوارع تجوب كل المحافظات، ليتم احتواء كل هذه الحالات، مما جعلنى أشعر بأن الله استجاب لنداء قلبى وتحققت أمنيتى، التى كنت قد فقدت الأمل فى تحقيقها. ما فعله الرئيس تجاه هؤلاء البؤساء، وأيضا نقل سكان العشوائيات، التى إذا زرت بعضها تجدها لا تصلح لعيش أى كائنات إلى مساكن آدميه، تجعلنا نشعر أننا مع رئيس إنسان يريد أن يرتقى بشعبه.. وأقولها بحق.. تحيا مصر. لمزيد من مقالات شادية يوسف