لم يعد فى كل ما جرى سر أو شبه سر فالذى جرى فى 25 يناير 2011 وما صاحبه من أحداث جسام وضعت مصر كلقمة سائغة على موائد اللئام ومكنت الجماعة من القفز إلى سدة الحكم هو شيء أشبه بالكابوس الذى نتمنى مخلصين ألا نتعرض له مرة أخرى لكى تدمع العيون وتدمى القلوب مجددا لا قدر الله! ولولا أن ما حدث فى 25 يناير 2011 كان مرئيا للعيون لما استطاع المرء أن يصدق وأن يفهم وأن يعى كل ما رآه وكل ما سمعه مفزعا وصادما ومستهدفا إعادة مصر إلى عصور الظلام تحت رايات الفاشية الدينية التى ركبت موجة النداءات الصادقة للتغيير وكشفت عن خطة مدبرة لاستلاب كل الأحلام المشروعة ليس لشعب مصر وحده وإنما لكل شعوب الأمة التى جرى اختراق جسدها الفكرى والسياسى والدينى برعاية إقليمية ودولية لمدى يزيد على 80 عاما بينما الكل غافل عن المؤامرة وخلاياها النائمة. والحقيقة أن غالبية المصريين استبشروا بانطلاق نداءات صادقة وبريئة يرددها شباب مصر طلبا للتغيير فى يوم 25 يناير الذى يستدعى فى العقل والتاريخ المصرى أصدق عناوين الالتحام بين الشعب والشرطة فى مواجهة الاحتلال البريطانى ولكن الأبالسة جعلوا من هذا اليوم عام 2011 عنوانا لفتنة مقصودة ومدبرة تستهدف بث الفرقة بين الشعب والشرطة كمدخل لتنفيذ مخطط نشر الفوضى وتفكيك الدولة. لقد آن الأوان لتسمية الأشياء بأسمائها بعد وضع النقاط على الحروف وشطب كل الأساطير الكاذبة وإعلاء كلمة الحق والحقيقة التى تنتصر للإرادة الشعبية الجارفة التى صححت المسار فى 30 يونيو 2013 واستدعت قوة الإنقاذ الكامنة فى داخل هذا الشعب للنداء على الرجل الذى كانت تحلم بمجيئه كبطل يلبى أحلام التغيير المشروعة فى 25 يناير وأهداف ومقاصد الإنقاذ فى 30 يونيو. تلك حقيقة يجب أن نعيها جيدا من واقع تجربة عشناها ولا نستبعدها خطرا محتملا إذا غفت عيوننا.. وظنى أن اليقظة هى عنوان المرحلة! خير الكلام: عظمة الماضى فى كونه كتابا مفتوحا للحاضر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله