ليس كل البريطانيين مشغولين الآن بأزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي, فآلاف الأسر تترقب إصابة أى من أفرادها، خاصة كبار السن، بالخرف فى أى وقت, وتقول أحدث التقارير إن 225 ألف بريطانى سيصابون بالمرض الخطير هذا العام، مما يعنى إصابة واحد بالمرض كل ثلاث دقائق. وتحذر «جمعية مكافحة الزهايمر» من أن عدد البريطانيين المصابين بالمرض سوف يرتفع من 850 ألف شخص حاليا إلى مليون بحلول عام 2025 ثم إلى مليونين فى عام 2051. والخرف هو نتاج عدد من أشكال الخلل فى الدماغ يؤدى بدوره، إلى تعطل عمل المخ بشكل فعال، والزهايمر هو أحد أنواع مرض الخرف الذى تشمل أعراضه فقدان الذاكرة. وينصح الخبراء الأشخاص الذين يلاحظون على أنفسهم أنهم ينسون بشكل لافت للانتباه، وخاصة إن كانوا فوق سن 65 عاما، بأن يعرضوا أنفسهم على طبيب، وتنبه الجمعية، التى هى واحدة من أكبر 5 منظمات خيرية مهتمة بمكافحة المرض ومساعدة المصابين به، إلى أن الخرف هو أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة فى وقت متأخر من العمر، وهو بذلك يسبق السرطان وأمراض القلب والسكتات الدماغية. غير أنها تنتقد عدم اهتمام الحكومة الكافى بهذا المرض والتركيز على الأمراض الأخري. وتشكو الجمعية من قلة عدد الباحثين والأطباء الراغبين فى المشاركة فى مكافحة الخرف، وتقول إن عدد الأطباء العاملين فى مجال البحث عن علاج للمرض يقل بخمس مرات عن نظرائهم الساعين للبحث فى أمراض السرطان. وتهدف الجمعية إلى جمع 150 مليون جنيه إسترلينى خلال العقد المقبل لتمويل بحوث تستهدف تحسين الرعاية للمصابين بالخرف الآن والبحث عن علاج فى المستقبل. ومن بين هذا المبلغ، سوف يخصص 50 مليون جنيه إسترلينى لإنشاء أول معهد لبحوث مرض الخرف فى المملكة المتحدة. ووفقا لأحدث التقارير، فإن الأسر تنفق ما يقرب من 11 مليار جنيه استرلينى سنويا على ذويهم المصابين بالمرض. وتشير أيضا إلى أنه فضلا عن الخسائر البشرية، فإن خسائر الاقتصاد البريطانى تبلغ 26 مليار جنيه إسترلينى سنويا بسبب أمراض الخرف.
