من منا كان يتابع أو يعرف أخبار الفنان رامى مالك قبل إعلان فوزه بجائزة جولدن جلوب الأمريكية كأفضل ممثل درامى، اعتقد انه باستثناء عائلته وأقاربه فى عزبة فلتاؤس بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، لم يكن أحد يعرف الفرعون المصرى الذى سطع نجمه فى سماء هوليود، رامى سعيد عبد الملك مخالى، الاسم الكامل للممثل العالمى الذى اكتشفناه فجأة، نجل مرشد سياحى كان يقيم فى عزبة فلتاؤس منذ ولادته حتى تزوج من السيدة نيللى عبد الملك وأنجبا ابنتهما جاسمين ثم هاجر مع أسرته الى أمريكا وبعد سنوات قليلة وبالتحديد عام 1981 رزق الله الأسرة المهاجرة بالتوءم رامى وسامى، اختار الأول دراسة المسرح والثانى التدريس واختارت جاسمين الطب، وانطلق رامى فى طريق النجومية فى مسلسل مستر روبوت حيث نال جائزة ايمى كأفضل ممثل من اختيار النقاد عام 2016 وأخيرا جائزة أفضل ممثل درامى عن دوره فى فيلم الملحمة البوهيمية الذى جسد فيه شخصية ميركيورى أسطورة الروك قائد فرقة كوين الانجليزية ليعتلى عرش نجوم هوليود ويقترب بقوة من جائزة الأوسكار. رامى .. نموذج فرعون مهاجر نجح فى الخارج بعيدا عن الروتين الذى يقتل الإبداع والتفوق، مصر ولادة لمبدعين فى جميع المجالات ولكن ثمار الإبداع لا تترعرع وتكبر إلا فى مناخ صحى يحتضن المواهب بعيدا عن المجاملات والمحسوبية، نحن أمام قائمة طويلة من الكنوز المهاجرة منهم الراحل أحمد زويل صاحب جائزة نوبل ومجدى يعقوب وعصام حجى ومصطفى السيد وفاروق الباز وهانى عازر والكثيرون ممن لا يتسع المجال لحصرهم، كنوز بشرية لا تقل أهمية عن الكنوز الأثرية التى تملأ بلادنا ومتاحفنا. [email protected] لمزيد من مقالات حجاج الحسينى