حين يتحدث عن حرفته التى يمارسها منذ 60 عاما، ترتسم على وجه علامات الاعتزاز والفخر بانتمائه إليها، وإلى عائلة توارثتها على مدى قرنين كاملين، إنها على حد وصفه «حرفة السلاطين والملوك، لتميزها بالأصالة والذوق الرفيع والترف الفني». ولايمكن أن تلتقى عم حسين عبد المقصود الرجل السبعينى فى ورشته دون أن تتمنى أن تشاركه فى تكفيت ما تحمله يديه أو يسكن فى زوايا المكان من قطع الفن و الجمال. أباريق أو صحون أو مباخر أو شمعدانات، ثريات أو تماثيل فرعونية ، صوان أو كئوس ، و حين تطلب منه أن يعلمك الحرفة، ينبهك أنه عليك أن تعى أولا معنى التكفيت وقيمته ، كصناعة ازدهرت فى العصر المملوكى وكان لها سوق تُسمى «سوق الكفتيين بالقاهرة، ثم يشرح» التكفيت يعنى جمع وضم جزء من معدن على شكل خيوط غالية الثمن، مثل الذهب والفضة داخل حفر عميق وعريض مسنن على سطح معدن آخر، وتثبيته بالطرائق التتابعية عبر تسليط الحرارة، بدون استخدام اللحام، وقد تتخذ الرسوم اليدوية شكل رسوم هندسية أونباتية، إضافة إلى الخطوط العربية، ثم تُحشى «تكفت» الأجزاء المحفورة بأسلاك رقيقة أورقائق عريضة من الفضة أو الذهب». ويؤكد أن التكفيت المصرى يتميز عن مثيله فى أى دولة أخري، لدقة الصانع وبراعته، و استخدامه خط الثلث الذى يضفى عليه مزيدا من الأناقة.