قديما قالوا: لن تحب نفسك، ما لم تكره عدوك، ولن تكره عدوك، ما لم تحب نفسك، وحتي تعرف عدوك، لابد أن تعرف نفسك، وأيضا هويتك، وهكذا تحمي نفسك.. بنفسك، فالكارثة تحدث، عندما لا نفرق بين العدو والصديق. لا تتوقع حياة بلا أعداء، وأيضا بلا حلفاء، وأسوأ أعدائك قد يكون آخر شخص تتوقعه، وهو يكرهك لسبب ما، ويسعي إلي أن يدمرك، والعدو الخفي قاتل، من يكرهك لن يحبك، ومن يحبك لن يكرهك، والتجارب تكشف لك من معك، ومن ضدك. ونحن لا نختار أعداءنا، بل هم يختاروننا، وتارة نصنع أعداء بتصرفاتنا، وتارة تصنعهم الظروف، وحتي تفهم عدوك، يجب أن تفكر مثله، وحتي تهزمه، لابد أن تستخدم وسائله، والأغبياء أعداء أنفسهم، وتستمر العداوة، وتستمر الحياة. وعندما تتلاقي المصالح، تتحول العداوة إلي صداقة، والعكس صحيح، فالحليف قد يصبح عدوا، وعدو الداخل أخطر، وربما تصبح نفسك أسوأ أعدائك، وعدو عدوي صديقي، وصديق عدوي..عدوي، وحياة بلا أعداء، هي حياة بلا قيمة. وفي كل مكان عداوات وصراعات، والسبب الهوية والموارد، وهكذا تسيل دماء، ويسقط ضحايا، ويفر لاجئون، وتتفكك دول، وتنهار أنظمة، وتنتشر الفوضي، ويتمدد الإرهاب، وأيضا الجريمة المنظمة، وعندما يتوقف الحوار، يبدأ الجحيم. ونحن نعيش في عالم منقسم، شرق وغرب، وشمال وجنوب، وللكراهية أسبابها، والصراع حتمي، لكن - وكما قال تشرشل - في السياسة لا يوجد عدو دائم، ولا صديق دائم، هناك مصالح دائمة، وهذا هو العالم، أمس اليوم وغدا. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود