الخلايا الجذعية هى خلايا لها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها لتعطى أنواعا مختلفة من الخلايا المتخصصة كخلايا العضلات، والخلايا العصبية، وخلايا الكبد، والخلايا الجلدية وغيرها. ويتوقع العلماء أن يشهد منتصف القرن الحادى والعشرين تقدما مذهلا للعلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض التى ليس لها شفاء أو علاج ناجح، ولكن يواجه استخدام هذه الخلايا فى البحوث العلمية وفى العلاج العديد من التحديات والعقبات ومن خلال هذا التقرير سيتم إبراز العقبات والتحديات والضوابط الأخلاقية والشروط الواجب توافرها قبل استخدام بحوث الخلايا الجذعية فى علاج المرضي. فى البداية، أكدت الدكتور فرخندة حسن مقررة مجلس أخلاقيات البحث العلمى التابع لأكاديمية البحث العلمى أن أهم التحديات التى تقف أمام استخدام بحوث الخلايا الجذعية فى علاج المرضى هى عدم وجود تشريع او قوانين صريحة تنظم بحوث الخلايا فى الكثير من الدول، بالإضافة إلى وجود ضغوط كبيرة من جمهور المرضى والكيانات التجارية للانتقال بسرعة إلى تطبيقات العلاج بالخلايا الجذعية، مما أدى ذلك إلى إنتاج علاجات غير مثبتة علميا، مما يضع المرضى فى دائرة الخطر. وأضافت أن هذه التحديات تحتم الوصول إلى رؤية شاملة تضمن أمان وسلامة استخدام الخلايا الجذعية على أرض الواقع وذلك من خلال سرعة إصدار قانون ينظم استخدامات الخلايا الجذعية وتطبيقاتها فى مراحل البحث العلمى ومراحل العلاج بما يحقق التأكد من سلامة الخلايا ومعرفة كل العوامل التى تؤثر على خصائصها ونموها فى كل مراحل البحث والعلاج وتسجيلها فى جهات معتمدة بحسب القوانين المحلية والدولية والتأكد من نجاح كل مرحلة من البحوث قبل الانتقال إلى المرحلة التالية وبالذات قبل مرحلة البحوث السريرية وقبل إجرائها على البشر، وضرورة خضوع جميع الأبحاث لرقابة شديدة من خلال مؤسسة مستقلة تماما لا تتبع اى جهاز أو هيئة من المشاركين فى هذا النشاط وتتوافق اختصاصاتها والمعايير والمبادئ الأخلاقية التى أقرتها الوثائق الدولية ذات الصلة. وأوضحت مقررة مجلس أخلاقيات البحث العلمى أنه لابد من وجود عقوبات رادعة لأى مؤسسة أو أفراد يقومون بممارسة العلاج دون ترخيص من الهيئة المسئولة، وتوفير التوعية المستنيرة للمرضى بكل الفوائد والمخاطر بشفافية. وطالبت الدكتورة فرخندة حسن بأنه لابد من تحقيق العدالة الاجتماعية بإتاحة العلاج لكل من يحتاجه فلا يقتصر العلاج على القادرين فقط وذلك لتكلفته العالية، وقصر العلاج بالخلايا الجذعية على المؤسسات الحكومية فقط وعدم السماح للقطاع الخاص بالمحاربة على الأقل فى الوقت الحالي.