القراءة المتمعنة لخطاب وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو الذى ألقاه فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة والمنشور على صفحة الفيس بوك الخاص بالسفارة الأمريكية يكشف عن تخبط السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وافتقارها للأخلاق. لقد حظى الخطاب بجملة من الأكاذيب يأتى فى مقدمتها قوله: إن أمريكا هى قوة للخير فى الشرق الأوسط ، هناك تعبير بالإنجليزية مضمونه: انصت من يتكلم، لا أحد فى العالم العربى يمكن أن يشترى هذه المقولة بعد أن دمرت أمريكاالعراق بدعوى امتلاكه أسلحة نووية وقتلت قرابة المليون عراقى وهو ما ثبت كذبه وأدى إلى اعتذار تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق عن خطأ خوض هذه الحرب وبعد أن تسببت أمريكا ووكلاؤها فى الشرق الأوسط فى تدمير سوريا وتشريد الملايين وإطلاق حرب طائفية بدعوى امتلاك سوريا أسلحة كيماوية والآن تضطر الولاياتالمتحدة إلى الانسحاب فى هزيمة واضحة لصالح روسيا. ثانى هذه الأكاذيب أن أمريكا أوباما غابت عن المنطقة لخطأ فى تفسير التاريخ وفى قراءة اللحظة التاريخية، لقد كانت تلك هى الارادة السياسية لأمريكا زمن أوباما تماثل تماما أكاذيب جورج بوش الابن بعد تفجير مركز التجارة العالمى وحديثه عن الخير الذى يحارب الشر واستخدامه القوة العسكرية الغاشمة ولم يصدقه أحد. ثالث هذه الأكاذيب: هى أن واشنطن قللت من خطورة الإسلام السياسى المتطرف ووحشيته وهى التى شجعت جماعة الإخوان المسلمين من خلال سفيرتها فى القاهرة آن باترسون فى تخيل لقدرة واشنطن على تغيير الاتجاه السياسى فى مصر بالشكل الذى تريده. تولى بومبيو منصب مدير وكالة المخابرات قبل أن يصبح وزيرا للخارجية، فكيف له لا يجيد حبك أكاذيب السياسة الامريكية تجاه شعوب المنطقة!. لمزيد من مقالات جمال زايدة