على خلاف ما يتعرض له اللاجئون من مضايقات وصعوبات وتحديات من جانب بعض الدول التى يلجأون إليها خاصة مع صعود حركات اليمين المتطرف التى تتخذ مواقف عدائية ضد اللاجئين والمهاجرين بصورة غير مشروعة، تتبنى مصر منهجا رائدا يحتذى به يقوم على حماية اللاجئين وتوفير كل سبل الراحة لهم وعدم التمييز بينهم وفقا لأى اعتبارات عرقية أو طائفية أو خاصة بجنسية معينة، وإنما تتعامل معهم وفقا لقواعد القانون الدولى ومبادئ الأممالمتحدة والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة باللاجئين, وهو ما أكده فيليبو جراندى المفوض السامى لشئون اللاجئين بالأممالمتحدة بأن مصر نموذج يحتذى به فى حماية اللاجئين وإتاحة التعليم لهم. والواقع أن مصر تتعامل مع قضية اللاجئين والمهاجرين من منظور إنسانى وأخلاقى تتبناه الحكومة المصرية فى التعامل مع الإنسان كإنسان له الحقوق كافة، وعلى مساعدته على تجاوز الظروف التى دفعته إلى هذا الوضع، ورفضت مصر إقامة مخيمات للاجئين أو المهاجرين على أراضيها، ولذلك يتسم المنهج المصرى بالمعالجة الشاملة لمشكلات اللاجئين والهجرة غير المشروعة يقوم أولا: على حفظ حقوق وكرامة هؤلاء وتوفير كل أشكال الحماية القانونية والأمنية وتقديم كل صور الدعم لهم, وثانيا: تجفيف البيئة التى دفعت هؤلاء إلى الهجرة لغير أوطانهم وأبرزها الحروب الأهلية المستعرة وخطر الإرهاب والفقر ومشكلات البطالة، وهو ما يعنى وفقا للرؤية المصرية ضرورة التسوية السلمية للنزاعات والحروب ومواجهة مشكلة الإرهاب ومساعدة تلك الدول على إعادة الإعمار والتنمية لإعادة هؤلاء اللاجئين والمهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، وثالثا: أهمية قيام الدول الكبرى والمتقدمة بمساعدة الدول الفقيرة فى إفريقيا على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو ما يشكل أولوية كبيرة فى الأجندة المصرية مع تولى رئاسة الاتحاد الإفريقي. ولذلك تعتبر مصر نموذجا رائدا فى المنطقة والعالم فى النهج الحضارى والإنسانى فى التعامل مع اللاجئين وتوفير كل الخدمات لهم، والدفاع عن الحفاظ على حقوقهم فى المحافل الدولية وحشد الجهود العالمية المختلفة للتعامل مع قضية اللاجئين، ولذلك اعتبرت مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين أن مصر بلد ذو أهمية كبيرة فى المنطقة وشريك مهم للمفوضية. لمزيد من مقالات رأى