البعض يكره الصحافة يبحثون عن كل سبل الإيقاع بها، ويتبعون أسلوب المكايدة للتخلص من أثرها بدعوى أنها نشر للشائعات، وترويج للأكاذيب، وتقطيع فى أوصال المجتمع!. هؤلاء يسعون بكل ما يملكون لخنق مسام مهنة الرأى بإضعاف قدرتها على مواجهة أزماتها الموضوعية التى تعانيها المهنة فى كل العالم، حتى يتحقق حلمهم فى وصولها إلى الرمق الأخير من حياتها، باعتبارها قد دخلت غرفة الإنعاش، فى انتظار الموت المحقق!. هؤلاء عاشوا وسيموتون، وفى داخلهم جُرح عميق بأنهم لم يقدروا على حمل قلم، أوكتابة سطور يقولون فيها لا لظلم أو لفساد.. لا لإهمال أو تخريب.. هم لايملكون ضميرا يسعى لبناء مجتمع عبر كشف الحقيقة، ولا تتملكهم القدرة على الإبداع وصياغة الأفكار وتنوع الأسلوب.. أوالبحث عن قارئ ينتظرك ويبحث عنك فى وقت بعينه!. هؤلاء عاشوا ولم يعرفوا معنى ضمير الكلمة، والتذوق للمعنى، وفهم ماوراء السطور وماعليها.. معنى أن تبنى عقلا، وتُغذى روحا وتُشبع نفسا وتلتقطها من براثن التغييب إلى محاولة الوعى والفهم لما حولك. هؤلاء يعرفون أن وعكات ألمت بالصحافة وأصحابها، وأنه قد جاء الآن وقت أخذهم بالثأر منها، وكأنها سبب عُقدهم النفسيةمنها، وكأنها هى التى قتلت أحلامهم المُزيفة بأن يصبحوا أصحاب كلمة يجرى ملايين القراء للبحث عنها فخاب رجاؤهم وأصبحت حربهم ضد الصحافة غاية وثأراً. نعرف أن أزمات كبيرة تواجه الصحافة، وفى مقدمتها هؤلاء الذين يكرهونها، ونعلم أن أصحاب المهنة مسئولون بدرجة يعتد بها فيما جرى لها، وأن عليهم مواجهة ذلك، لكن مانعرفه أيضا أن المهنة لن تموت، لأنها بدأت مع بداية الخلق وستنتهى بها،وأما من يكرهونها الآن فلن يرحمهم التاريخ!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى