الشكوى أصبحت عامة ومنذ سنوات عديدة من تدهور أخلاق الناس، لم نعد نسمع تلك الكلمات اللطيفة: صباح الخير، نهارك سعيد، سعيدة، أو حتى على المستوى الشعبى صباح الفل والياسمين، ومن فضلك، لم يعد الناس يودون بعضهم إلا ما ندر، أصبح من العادى أن ترى سلوكا عدوانيا فى قيادة السيارات من البعض حتى من السيدات، سألت إحدى طالباتى لماذا يقلد البنات الأولاد فى قيادة السيارات بعنف، ردت قائلة ببساطة: إن لم أفعل هذا لن يعطينى أحد الفرصة للمرور بسيارتى والنتيجة حوادث عديدة على الطرق. الأزمة تعود بالدرجة الأساسية إلى تدهور مستوى التعليم لأن من يمارسون هذه السلوكيات يتمتعون بحد أدنى من مصادر الدخل يتيح لهم العيش فى راحة. أصبح من المعتاد فى وسط الزحام ملامسة الجسد فى حين أن تلك جريمة تحرش كبرى، قد يفعلها البعض بعشوائية ودون اعتذار لأن المجتمع لم يعلمه أن لمس الآخر دون قصد يستوجب الاعتذار لكن للأسف لا أحد يفعل. والأزمة تعود أيضا إلى تدهور المستوى الاقتصادى لدى البعض، معروف أن الإنفاق على الثقافة والترفيه مرتبط بارتفاع مستوى الدخل، اليابانيون لم يبدأوا موجة ضخمة من السياحة عبر العالم إلا بعد ارتفاع متوسط دخلهم وكذلك الصينيون، الفقر يورث الناس الهم والغم وسوء الأخلاق، ولذلك لن يفيد فى هذا السياق الحديث عن حملة وطنية لتحسين أخلاق الناس، بل إن المطلوب أن نعمل جميعا فى هذا العام الجديد 2019 على تحسين الوضع الاقتصادى والاجتماعى والتعليمى والثقافى للناس فدونه لن نسمع تلك الكلمات اللطيفة التى اعتدنا عليها فى الصغر. لمزيد من مقالات جمال زايدة